تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان المنتظر في أقل الأحوال من المنتسبين لشريعة المسيح عليه السلام أن يكونوا من المدافعين عن الرُّسُل، وعن خاتمهم محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام، وأن ينصفوا في وصفه، كما صنع جدهم هرقل قيصر الروم، ( Hercules, the king of the Romans) وكما صنع النجاشي ملك الحبشة ( Negus, the king of Abyssinia) وغيرهم من أهل العدل والإنصاف في مختلف العصور، وقد سجل القرآن الكريم هذه المواقف النبيلة في مقام المدح والثناء فقال الله سبحانه: (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [سورة المائدة: 83].

وفي ضوء ما تقدم: فإننا المأمول من المرجعيات الدينية والمؤسسات الثقافية في السويد وغيرها من دول أوروبا وعموم دول العالم أن يكون لهم موقفهم الحازم في منع ما يسيء للمقدسات والشعائر الدينية المنزلة على الرسل، ومنع ما يسيء لأي رسول، وأن يستنكروا هذه الواقعة، مع العمل على عدم تكررها، وأن يملكوا من الشجاعة الأدبية ما يرتقون معه إلى منزلة العدل والإنصاف في أقل الأحوال.

كما أن على المسلمين ـ عامةً وخاصةً ـ أن يتحملوا مسئولياتهم نحو مقام النبوة ومكانة الشريعة، فنحن نشاهد اليوم تشويهاً عظيماً لعقيدة الإسلام وللشريعة المحمدية، من قبل الحاقدين والحاسدين من أهل الملل الأخرى، ومن قبل بعض المنتسبين للإسلام، فيتعين مع ذلك أن توضح حقيقة الإسلام الصافية، وأن يتم التعريف بشخصية محمد رسول الله وبهديه صلى الله عليه وسلم، حتى لا يصدق العالم ما تشيعه وسائل الإعلام المغرضة من التشكيك أو التشويه، ويتأكد ذلك في حق الإعلاميين والدعاة والتجار ورجال الأعمال، وهكذا سفراء الدول الإسلامية والمراكز الإسلامية في الغرب والشرق والجالية الإسلامية هناك.

وكم هو مناسب أن يكون لهؤلاء جميعاً التعاون مع جهات الاختصاص بهذا الشأن، وبخاصة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي.

فيجب علينا أهل الإسلام أن نقف مواقف صدق تكون حكيمة وحضارية وعملية، عاجلة وطويلة المدى للإسهام في التعريف برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تعريفاً يمنع كل جاهل من الإساءة إليه أو تنقصه.

وينبغي أن نعلم أن نعلم أنه لا خوف على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنابه الشريف، فقد حماه الله وعظم شأنه، كما قال سبحانه: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [سورة الحجر، الآية:95] وكما قال جل وعلا: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [سورة الشرح، الآية:4]، وغيرهما من الآيات، وإنما الخوف والخشية علينا إن قصَّرنا فيما أوجب الله علينا من من نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه.

وينبغي أن ندرك أن متابعتنا لرسولنا صلى الله عليه وسلم والاستمساك بسنته والعمل بها من أعظم مظاهر الإيمان به، وهو ما يغيض الأعداء والحاسدين، وهذه المتابعة والنصرة هي منزلة الفلاح التي قال الله عن أهلها: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الأعراف، الآية:157].

والله نسأل أن يهدي كلَّ ضال إلى سواء السبيل، وأن يجعلنا من أنصار نبيه وخدَّام دينه.

اللهم وصلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد ما تعاقب الليل والنهار، وصلِّ اللهم عليه وسلِّم كلما ذكره الذاكرون الأبرار، بمنك وكرمك، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

حرر بمدينة الخبر

في 19 شعبان 1428هـ

ـ[احمد السعد]ــــــــ[14 - 09 - 07, 11:46 م]ـ

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير