تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل مسائل العقيدة وخاصة مسائل الاسماء والصفات مما يسوغ الاجتهاد فيه؟

ج/تريد أن تلزم من يقول بأنه لا اجتهاد في مسائل الصفات، وكيف يسوغ أن يجتهد اين حجر والنووي - رحمهما الله - وغيرهم فيها؟؟؟

مراد العلماء بقولهم أن ابن حجر والنووي - رحمهما الله - مجتهدين، ولهما نصيبهما من حديث النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر.

وماذا تسمي من خالف من الصحابة في قوله تعالى: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ?.

(أن المراد هو العذاب والشدة المكشوف عنه, وأَيضاً فهناك تحدث الشدة وتشتد, ولا تزال إَلا بدخول الجنة, وهناك لا يدعون إَلى السجود وإِنما يدعون إِليه أَشد ما كانت الشدة)

ألا يسوغ من أخطأ، أو تأول منهم هذه الآية، أن يعتذدر لهم، ألا ترى أن هذا ينسحب على كل مجتهد مثل النووي وابن حجر وغيرهم؟؟

أجزم يقينا أنك لا تعرف ابن حجر ولا النووي ولا غيرهم - رحمهم الله - حتى ولا تعرف ما أخطؤ فيه من مسائل العقيدة، وإنما سمعت قولا فقلت كحال غيرك وهم كثر.

أخي الكريم لعلك لم تدرك خطورة المسلك الذي تسلكه! فقد كانت بدعة الخوارج مصحوبة بعواصف مغلفة باسم الغيرة على الدين، وتحكيم شرع الله (ومن لم يحمك بما أنزل الله فؤلائك هم الكافرون) بهذه الآية، خرجو على أفضل الخلق وقتلوا بها عثمان وعلي، وغيرهم من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم أجمعين - ليقوا للأمة هذا هو شرع الله.!!!!!!!!!!!!!

وهانحن اليوم نرى ونسمع من عجب الزمان خروج هذه الثلة باسم الغيرة على العقيدة، ويعبثون بأعراض العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين، بل ويبدعون كل من لم يبدعهم كـ (الخوارج) وصمون إخوانهم بالبدعة وهم منها براء، ولعمرك لقد وقعت أنت نفسك بها أنظر ماقلته للأخ (المقداد):

دع عنك هذا الكلام كيف يكون الامام ابن خزيمة وابن مندة من رؤوس المبتدعة!

وقد كانا من اشد الناس على اهل البدع وخاصة على الكلابية أئمة اصحابكم الاشعرية (ابن حجر والنووي). هذه بوادرها بل ثمرة هذا الفكر والمنهج الملفق.

لا غرابة أن تقع ويقع غيرك في هذا الفكر والمنهج المحدث، فقلة العلم، وضحالة التفكير، وعدم التروي، والاعتداد بالنفس والرأي، وانغلاق الذهن (كا الكوز المجخي) فلا يفهم إلا ما تجخى عليه، وقصور النظر، يتمخض عنه: بدعا من القول لم يسبق إليها أحد.

أما نصيحتي لك في معرفة الخطأ من الصواب أن تسلك هذه الخطوات:

1 - تقوى الله تعالى ومعرفة أنك محاسب على كل ما تتفوه به.

2 - إخلاص النية.

3 - طلب العلم على الأكابر المعروفين من العلماء.

4 - التواضع للحق وعدم الترفع، والاخذ به وان كان لك ملزما.

5 - عدم التعصب والتأني ودراسة المسائل، وعرضها على العلماء، الموثوق بهم.

6 - عدم إهمال كلام كبار العلماء السابقين منهم واللاحقين، فبجمع كلامهم، يقل معه الخطأ، وتطمئن النفس وتبرأ الذمة.

7 - تعلم علوم الآلة، واعرف مقاصد الشريعة، وقواعدها، تنل خيرا عظيما.

أخيراً أرجو أن تبتهل إلى الله بقلب خالص خاشع، أن يوجهك للصواب، وأن يهديك لطرق السلف، فطريقهم أعلم وأحكم.

أخيرا إسمع ماذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - فيمن وقع في بدعة منالمسلمين، فلعه ينفعك: ((لكن شيوخ أهل العلم الذين لهم لسان صدق، وإن وقع في كلام بعضهم ماهو خطأ منكر، فا أصل الإيمان بالله ورسوله إذا كان ثابتاً، غفر لأحدهم خطأه الذي أخطأه ببعد اجتهاده)) الصفدية (1/ 265)

ثم قال في موضع آخر ((قد يكون صديقاً عظيماً،فليس من شرط الصديق أن يكون قوله كله صحيحاً وعمله كله سنة)) إقتضاء الصراط المستقيم (2/ 599)

أرجو أن لا تبدعه بهذا القول.

أخيرا أقول: إنه لمن المضحك المبكي، أن تجد أحداثاً يجمعون كتب: فتح الباري، و شرح صحيح مسلم، والمجموع، وكل تراض هؤلاء العلماء، بحجة أنهم مبتدعة.

أنصحك بأن تقرأ كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ليشخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير