ثم قال الشيخ لي:
((يسألُ هل نقرأ لابن رجب؟؟
فقلتُ متعجّبًا: اقرأ لابن رجب!
فقال: عنده أحاديث ضعيفة ... )).
اليوم تذكرتُ هذا السائل وهو صنو صاحبنا ..
أستغفر الله .. بل صاحبنا أبلغ في الردى ..
والله يعفو عنا بمنّه ويرزقنا علمًا ينفعنا ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 08:43 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وأما المصادرة على المطلوب يا شيخ محمد فقد جعلها بعض من كتب في الأصول غشًّا وخداعًا ..
وقالوا: حتى ينكشف هذا الغش والخداع يجب التدقيق في تطبيق قواعد القياس وقواعد الحدود ..
لكنني لا أرضى لكثير من (الطيبين) الذي يُصادرون على المطلوب أن أجعلهم في صفّ الغشاشين المخادعين ..
لأن الغشاش المخادع عالم بما يقول لكنه متبعٌ للهوى ..
أما هؤلاء المساكين فهم عندي لا يبلغون مبلغ من علم فغش أو خادع ..
بل هم مساكين لا يفهمون ولا يحسنون إلا الترقيع والتمزيق والتشدق بالعبارات ..
وقالوا في المصادرة على المطلوب:
أن تفترض صحّة ما تريد أن تبرهن عليه فتبني عليه برهانك!
أو: أن تجعل المطلوب جزء البرهان.
أو: أن تستدل على محل النزاع بمحل النزاع!
ويتضح الأمر بالمثال ..
لقد جعل الأخ الإمام أبا ثور من المبتدعة وحشره من أئمة الكفر لأنّه أوّل حديث الصورة ..
فجئتُ لألزمه بلازم هذه القاعدة ..
أن يجعل ابن خزيمة وابن منده من المبتدعة لأنهما أوّلا حديث الصورة ..
وقد لا يلتزم .. وهذا حقّه .. لكنّه حينئذٍ سيظهر تناقضُه للأطفال ..
تأمّل يا شيخ محمّد ..
محل البحث في إجابة سؤال: (ابن خزيمة وابن منده هل هما من أهل السنّة أم من المبتدعة).
لذلك قلتُ لصاحبنا:
طرد قاعدتك أن تجعل ابن خزيمة كذلك ..
بل وابن منده أيضًا .. فإن له كلامًا في حديث الصورة غير مستقيم ..
فهل تلتزم هذا اللازم أم تتناقض؟؟
لا ثالث لك ..
ولكن الرّجل جاء مصادرًا على المطلوب ..
غير غاشٍّ ولا مخادعٍ بل الثانية التي وصفتُها قبل ..
جاء ليقول:
هل اهل السنة عندك مثل اهل البدع؟
قال الامام اسحاق بن راهوية رحمه الله: لايرد حديث الصورة الا جهمي او ضعيف الرأي.
فعذرنا لمن اخطأ من اهل السنة انه ضعيف الرأي في هذه المسألة.
ام نعتذر عن اهل البدع ونترك اهل السنة!
!!
وهذا يا شيخ محمد يُبيّن لك مقدرة الرجل على الفهم ..
ويزهّدك في الكلام مع مثله!
إنما سألته:
لقد أوّل ابن خزيمة وابن منده حديث الصورة فهل هم مبتدعة؟؟
فجاء يقول:
إنهم من أهل السنّة ولذلك يُغتفر لهم تأويل حديث الصورة!
فبنى إجابته وبرهانه على أنهم من أهل السنّة ..
مع أن هذا هو المطلوب إثباته ..
جاء المسكين ليقول: (فعذرنا لمن اخطأ من اهل السنة انه ضعيف الرأي في هذه المسألة)
فالبرهان عند صاحبنا: أن ابن خزيمة من أهل السنّة فنعتذر له في تأويل حديث الصورة بأن رأيه ضعيف.
أما أبو ثور فهو مبتدع فإن أوّل حديث الصورة فهو جهميّ!
وعندما تسأله: لماذا جعلتَ أبا ثور مبتدعًا ..
يقول: لأنه أوّل حديث الصورة!!
ولأنه أول حديث الصورة فهو مبتدع .. ولأنه مبتدع فلا نغفر له تأويله لحديث الصورة .. فهو جهمي ..
مُصادرة صارخة على المطلوب ..
وهذا مثل أن تقول لبعضهم:
برهن لي أنّ في الجنّ علماء.
فيجيبك: بعض علماء الجنّ برهنَ على ذلك!
سلّم الله قلبك وعقلك يا شيخ محمّد.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 09:22 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
والمصادرة على المطلوب من سخافات العقول.
لأنه دورٌ أو تسلسل كما ترى .. وكلاهما ممنوع محال.
فإن هذا لا يستطيع أن يُثبتَ أن في الجِنّ علماء إلا بعد أن يُثبتَ أنّ هذا الجنّي عالم ..
وهذا دور محالٌ عقلاً ..
فكأن قائلاً يقول:
لا يكون في الجن علماء إلا بعد أن يكون هذا الجني عالِمٌ.
ولن يكون هذا الجنّي عالم إلا بعد أن يكون في الجنّ علماء!.
أو هو تسلسل ..
فلن يُثبتَ أن في الجنّ عالِم إلا بعد أن يُثبتَ أن في الجنّ عالِم!
وأصحاب العقول في راحة ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:09 ص]ـ
صدقت -حفظك الله- يا شيخ أبا صهيب.
والله لو كان أحد علماء نجد -رحم الله حيهم وميتهم- هو موضوع النقاش لكنتَ قد رأيتَ الصواعق المرسلة!! أما الأئمة الربانيون الذين ما شم أحدهم رائحة العلم إلا من خلالهم فعرضهم مشاع لكي يتدرب فيه نابتة السوء مِن مَن ينسبون أنفسهم كذباً إلى السلفية. بئسما تأمركم به سلفيتكم إن كنتم سلفيون!!
عفوا لكنني أرى أن هذا فيه شيء من الغلو
فلنكن وسطا بلا إفراط ولا تفريط.
وكلامك الظاهر منه أن علماء نجد ليسوا ربانيين، ولا أقصد أنك قصدت ذلك لكن هذا ما جاء في بالي عند قراءة كلامك فانتبه كيف تكتب قولك أخي الفاضل.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[27 - 10 - 07, 06:45 م]ـ
عفوا لكنني أرى أن هذا فيه شيء من الغلو
فلنكن وسطا بلا إفراط ولا تفريط.
وكلامك الظاهر منه أن علماء نجد ليسوا ربانيين، ولا أقصد أنك قصدت ذلك لكن هذا ما جاء في بالي عند قراءة كلامك فانتبه كيف تكتب قولك أخي الفاضل.
جزاكم الله خيراً على حسن ظنكم وعلى الأدب في النصيحة.
ليس الأمر كما ظننتم؛ فما قلتم لم أقصده ولا أظنه يفهم من كلامي. فنجد, والحجاز, ومصر والهند واليمن والعراق والشام وغيرها من أمصار المسلمين قد أنجبت علماء ربانيين نتقرب إلى الله بحبهم حقيقة لا تملقاً فلا حاجة لي بالتملق, ولكنها كلمة حق.
ولكن ...
بالله عليكم, ما علماء مصر وعلماء نجد وغيرهم من أئمة الهدى من المعاصرين بجوار علماء السلف؟ هل كان ابن باز ليكون ما كان من غير "الفتح"؟ هل كان ابن عثيمين والسعدي ليبلغا ما بلغا في الأصول من غير مستصفى الغزالي؟ وهل الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه ما بلغوا من غير كتب ابن تيمية؟ هل يكون عالمٌ من غير أن يمر على "شرح مسلم" و"الروضة" و"المجموع" للإمام التقي الورع أبي زكريا النووي؟ إنما الآخرون عيال على الأولون. والوسط أن ننزل كلاً منزلته. فمن جعل الشيخ ابن باز فوق القرطبي فقد غلا, ومن جعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فوق ابن تيمية فقد غلا, ومن جعل الشيخ الأرناؤوط فوق الإمام التزمذي فقد غلا, ومن جعل القرني فوق ابن الجوزي فقد غلا. وليس في هذا أي انتقاص لأي منهم -رحمهم الله جميعاً- ولكن كلا طرفي الأمور ذميم.
وأعتذر لهذا الاستطراد.
¥