وعن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصارى بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما نزلت: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله بقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، اللهم إن أحب أموالي إلى بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين). فقال أبو طلحة: افعل يا رسول الله. قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد
ورد عن بعض العلويين: انه كان نازلاً ببلاد العجم، وله زوجة علوية وبنات، وكانوا في نعمة واسعة، فمات الزوج وأصاب امرأته وبناتها بعده الفقرة والحاجة، فخرجت المرأة ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء، فأدخلت أولادها في بعض المساجد المهجورة من شدة البرد، ومضت لتبحث عن قوتها فمرت بجمعين، جمع على رجل مسلم وهو شيخ بلد، ورجل مجوسي وهو ضامن البلد، فبدأت بالمسلم وحكت له ظروفها، وأنها علوية شريفة، وتريد قوت أولادها.
فقال لها: أقيمي الدليل والبينة على أنك علوية شريفة، فقالت: أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني، فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة حزينة، فجاءت المجوسي فحكت له ظروفها، فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا ببناتها إلى داره، فأطعمهم أحسن الطعام، وألبسهم افخر الثياب، وباتوا عنده في نعمة وكرامة.
فلما انتصف الليل رأى الشيخ المسلم في منامه: كأن القيامة قد قام وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بقصر من زمرد أخضر، شرفاته من اللؤلؤ والياقوت، فيه قباب لؤلؤ ومرجان. فقال: لمن هذا القصر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لرجل مسلم موحد، فقال: يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أقم عندي الدليل والبينة أنك مسلم موحد. قال: فبقى متحيراً قال صلى الله عليه وسلم: لما قصدتك العلوية قلت لها أقيمي عندي البينة أنك علوية، فكذا أنت أقمت عندي الدليل انك مسلم، فاستيقظ الرجل حزينا على رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى علم انه عند المجوسي، فأرسل إليه فأتاه، فقال له: أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها. فقال: ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني. قال: خذ مني ألف دينار وسلمها إليها، فقال: لا أفعل. فقال: لا بد منهم، فقال: الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي، أتدل علي بالإسلام، ما نمت البارحة أنا وأهلي حتى أسلمنا على يد هذه المرأة الشريفة، ورأيت في منامي مثل الذي رأيته أنت، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: العلوية عندك وبناتها؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل. قال: فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله
فانظر إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام وما أعقبه من كرامة.
اللهم عاملنا بالإحسان إحسانا وبالإساءة عفوا وغفرانا
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة
ـ[ابو العابد]ــــــــ[13 - 09 - 07, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[16 - 09 - 07, 01:51 ص]ـ
لافض فوك وقتل حاسدوك ولاعاش من يهجوك
زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت