تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موسى بن ميمون، الرئيس أبو عمران القرطبي اليهودي، الطبيب المفتن في العلوم؛ كان رئيساً على اليهود بمصر، وكان أوحد أهل زمانه في الطب، وكان السلطان صلاح الدين يستطبه، وكذلك ولده الأفضل. ويقال إنه كان قد أسلم بالمغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه؛ ولما قدم من الغرب صلى بمن في المركب التراويح في شهر رمضان، وجاء إلى الديار المصرية، وجاء إلى دمشق، فاتفق للقاضي محي الدين ابن الزكي مرض خطر، فعالجه الرئيس موسى وبالغ في نصحه؛ فرأى له القاضي ذلك وأراد مكافأته على ذلك، فحلف أيماناً مغلظة أنه ما يأخذ شيئاً أبداً. ثم بعد مدة اشترى داراً وسأل من القاضي تقديم التاريخ إلى خمس سنين متأخرة، فما بخل القاضي عليه بمثل ذلك، ولم يعلم أن في ذلك مفسدة، ثم إنه أثبت ذلك؛ وبعد مدة توجه إلى الديار المصرية، وخدم القاضي الفاضل، فجاء من كان في المركب وقالوا: جاء معنا من الغرب وصلى بنا التراويح في السنة الفلانية، فأنكر ذلك وأخرج المكتوب وقال: أنا كنت في دمشق قبل هذه السنة بمدة واشتريت داراً، وهذا خط القاضي بذلك؛ فلما رأى الفاضل خط محيي الدين ابن الزكي بالثبوت ما شك فيه واندفعت القضية بخبث هذا الشيطان.

وعلى الجملة فكان فاضلاً، وله كتاب " الدلالة " في أصول دينهم.

وهو جيد إلى الغاية على قواعدهم. وكانت له مشاركة في كل فن، وفيه يقول ابن سناء الملك (1):

أرى طب جالينوس للجسم وحده ... وطب أبي عمران للعقل والجسم

فلو كان بدر التم من يستطبه ... لتم له ما يدعيه من التم

وداواه يوم التم من كلف به ... وأبراه في يوم السرار من السقم وله مقالة في معالجة الحدبة، صنفها للقاضي الفاضل، ومقالة في السموم و " تنقيح الفصول " وهو من أجل كتب الطب " اهـ منه بلفظه.

وقال المقريزي في الاعتبار: " وتفرّق اليهود من حينئذٍ في أقطار الدنيا وصاروا ذمّة، والنصارى تقتلهم حيثما ظفرت بهم إلى أن جاء الله بالملة الإسلامية، وهم في تفرّقهم ثلاث فرق، الربانيون والقراء والسمرة.

فأما الربانية: فيقال هم بنو مشنو، ومعنى مشنو الثاني، وقيل لهم ذلك لأنهم يعتبرون أمر البيت الذي بني ثانياً بعد عودهم من الجلاية وخرّبه طيطش وينزلونه في الاحترام والإكرام والتعظيم منزلة البيت الأوّل الذي ابتدأ عمارته داود وأتمه ابنه سليمان عليهما السلام، وخرّبه بخت نصر. فصار كأنه يقال لهم أصحاب الدعوة الثانية، وهذه الفرقة هي التي كانت تعمل بما في المشنا الذي كُتب بطبرية بعد تخريب طيطش القدس، وتعوّل في أحكام الشريعة على ما في التلمود إلى هذا الوقت الذي نحن فيه، وهي بعيدة عن العمل بالنصوص الإلهية متبعة لآراء من تقدّمها من الأحبار، ومن اطلع على حقيقة دينها، تبين له أن الذي ذمّهم الله به في القرآن الكريم حق لا مرية فيه، وأنه لا يصح لهم من اسم اليهودية إلاّ مجرّد الانتماء فقط، لا إنهم في الإتباع على الملة الموسوية، لا سيما منذ ظهر فيهم موسى بن ميمون القرطبيّ بعد الخمسمائة من سني الهجرة المحمدية، فإنه ردّهم مع ذلك معطلة، فصاروا في أصول دينهم وفروعه أبعد الناس عما جاء به أنبياء اللّه تعالى من الشرائع الإلهية ".

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[02 - 08 - 08, 09:31 ص]ـ

لفت انتباهي في ترجمة هذا اليهودي علاقته بالدولة الأيوبية الأشعرية.

وهذا هو كتاب إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على إثبات التوحيد والمعاد والنبوات ( http://http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mottaleby/etes.pdf)

من مكتبة الأخ المطلبي جزاه الله خيراً وقد رد فيه المؤلف على موسى بن ميمون في عقيدته في المعاد خصوصاً.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

لأدري أخي أبو الحسنات الدمشقي ما ذا تقصد بعبارتك تلك:" لفت انتباهي في ترجمة هذا اليهودي علاقته بالدولة الأيوبية الأشعرية "0هل في خفايا كلامك اتهام لهذه الدولة المسلمة - رغم ما كان فيها أخطاء - و التي قدمت للإسلام ما قدمت00؟؟ 0

ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 08 - 08, 01:53 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير