تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَالتَّعْلِيل الْمَذْكُور حَسَنٌ، لَكِنْ ثَبَتَ عِنْد مُسْلِم تَعْلِيل آخَر، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ الْحَدِيث الْمَذْكُور مِنْ طَرِيق أَبِي أَيُّوب الْمَرَاغِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَزَادَ " فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَته " وَاخْتُلِفَ فِي الضَّمِير عَلَى مَنْ يَعُود؟ فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَمْر بِإِكْرَامِ وَجْهه، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَاد التَّعْلِيل بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَة اِرْتِبَاط بِمَا قَبْلهَا. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: أَعَادَ بَعْضُهُمْ الضَّمِير عَلَى اللَّه مُتَمَسِّكًا بِمَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه " إِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن " قَالَ: وَكَأَنَّ مَنْ رَوَاهُ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى مُتَمَسِّكًا بِمَا تَوَهَّمَهُ فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ.

وَقَدْ أَنْكَرَ الْمَازِرِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ صِحَّة هَذِهِ الزِّيَادَة ثُمَّ قَالَ: وَعَلَى تَقْدِير صِحَّتِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْبَارِي سُبْحَانه وَتَعَالَى.

قُلْت (ابن حجر): الزِّيَادَة أَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِم فِي " السُّنَّة " وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَات

وَأَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيق أَبِي يُونُسَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ يَرُدُّ التَّأْوِيلَ الْأَوَّل قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَان عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ " فَتَعَيَّنَ إِجْرَاءُ مَا فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَقَرَّرَ بَيْن أَهْل السُّنَّة مِنْ إِمْرَاره كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْر اِعْتِقَادِ تَشْبِيهٍ، أَوْ مِنْ تَأْوِيلِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَاله، ...

وَزَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّ الضَّمِير يَعُودُ عَلَى آدَم أَيْ عَلَى صِفَتِهِ أَيْ خَلَقَهُ مَوْصُوفًا بِالْعِلْمِ الَّذِي فَضَلَ بِهِ الْحَيَوَان وَهَذَا مُحْتَمَل، وَقَدْ قَالَ الْمَازِرِيّ: غَلِطَ اِبْن قُتَيْبَة فَأَجْرَى هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَالَ: صُورَة لَا كَالصُّوَرِ اِنْتَهَى.

وَقَالَ حَرْب الْكَرْمَانِيُّ فِي " كِتَاب السُّنَّة " سَمِعْت إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ: صَحَّ أَنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن. وَقَالَ إِسْحَاق الْكَوْسَج سَمِعْت أَحْمَد يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَاب السُّنَّة " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ: قَالَ رَجُل لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّه آدَم عَلَى صُورَته - أَيْ صُورَة الرَّجُل - فَقَالَ: كَذِب هُوَ قَوْل الْجَهْمِيَّةِ " اِنْتَهَى.

وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " وَأَحْمَد مِنْ طَرِيق اِبْن عَجْلَان عَنْ سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّه وَجْهك وَوَجْه مَنْ أَشْبَهَ وَجْهك فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَته " وَهُوَ ظَاهِر فِي عَوْدِ الضَّمِير عَلَى الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي عَاصِم أَيْضًا مِنْ طَرِيق أَبِي رَافِع عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة وَجْهه "،.

ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - 09 - 07, 08:47 م]ـ

لكن من أهل العلم من حمل المعنى على أن الله خلق آدم على صورته التي عرف بها فلم يخلقه طفلا ثم حدث له النمو المعتاد عند كل الناس حتى أصبح رجلا ويستدلون على ذلك بما جاء في الصحيحين:"خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا "

وفي نفس الوقت يثبتون الصورة لله فهؤلاء لا يصح أن يقال عنهم إنهم وافقوا الجهمية .. وفي مقدمتهم إمام الإئمة ابن خزيمة رحمه الله .. وأما الإجماع المنقول في هذه المسألة فالمقصود به والله أعلم إثبات الصورة خلافا للجهمية.

أحسنت شيخنا.

فالمعنى أن آدم خلق على الهيئة التي خلق عليها دون أن يمر بالمراحل التي يمر منها الإنسان العادي من طفولة وشباب وغيرها، وهذا المعنى غير مستنكر.

وأظن أن هذا هو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله أيضا.

وهذا ليس تحريفا ولا ينبغي إسقاط كلام سلفنا على هؤلاء العلماء لأن السلف ردوا على من أراد بتأويله إنكار الصورة لله تبارك وتعالى.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 09 - 07, 03:51 ص]ـ

أحسنت شيخنا.

فالمعنى أن آدم خلق على الهيئة التي خلق عليها دون أن يمر بالمراحل التي يمر منها الإنسان العادي من طفولة وشباب وغيرها، وهذا المعنى غير مستنكر.

وأظن أن هذا هو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله أيضا.

وهذا ليس تحريفا ولا ينبغي إسقاط كلام سلفنا على هؤلاء العلماء لأن السلف ردوا على من أراد بتأويله إنكار الصورة لله تبارك وتعالى.

عفوا ولكن ما دخل كون آدم خلق على هيئة الرجل (لكن بدون ان يمر بالمراحل التي يمر منها الإنسان العادي) ومسألة ضرب الوجه التي في بداية الحديث؟ فيجب ان يكون هناك رابط بينهما

صراحة قول الذين يقولون أن المقصود هو صورة الرحمن يوافق العقل أكثر من هذا القول

فقد استوعبت الأول ولم استوعب شرحكم هذا

فارجو ان توضحوا الرابط بين بداية الحديث وآخره

وجزاكم الله خيرا


إلى الأخ وعل المصري

ما سبب نقلك لقول الإمام النووي رحمه الله؟
فمن المعروف أنه يؤول في الصفات
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير