بدأت العناية بهذه الليلة اعتناءً بالغاً في الأهمية , حيث أقيمت الاحتفالات في الفنادق , والأندية الرياضية , وأستؤجرت الإستراحات , فأبدت المحلات التجارية الاستعداد التام في توفير أصنافٍ كثيرة من الحلويات والمكسرات، وبطاقات الدعوة التي كتب فيها مناسبة هذه الليلة، وامتلأت وسائل الإعلام من قنوات، وصحف، ومجلات عرض هذه العادة الغريبة، زاعمة في ذلك حفظ تراثها الشعبي.
ويزداد الأمر سوء حينما تعرض إحدى الدول في إعلامها مسلسلاً يصور لك الأعمال التي يفعلها الصبيان في تجوالهم حول البيوت، سائلين إحدى البيوت إعطاءهم بعض الحلوى أو المكسرات، فاعتذر أهل البيت من إعطائهم، فرمى الصبيان الباب بالحجارة وهم يرددون عبارات السب والشتم.
ولنا أن نتسائل من أين جاءت هذه العادة؟
هل ورثها الآباء عن أسلافهم خير القرون المفضلة؟
لماذا خُصصت في هذه الليلة؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
إن الإجابة عن هذه الأمور يكمن في معرفة تاريخ ونشأة هذه العادة، ومن ثم يبنى الحكم عليها؟
فالذين بحثوا في التاريخ تبين لهم أن هذه العادة في هذا اليوم مشابهة جداً لعيد الرافضة في إحياء المولد المسمى " بالكركيشون "
وعيد النصارى المسمى " بالهلوين "
وهم متفقون على أنها ليست من المسلمين.
فالذين جزموا أنها من الرافضة، قالوا: بأن هذه العادة لا تعرف في الحجاز ولا في نجد، وإنما تعرف في شرق المملكة على الساحل الشرقي، وهناك يكثر تواجدهم.
ولا يخفى عليك أن بعض العوام يجهلون عقيدتهم وما نختلف معهم في الأصول والفروع يزورونهم ويخالطونهم.
أضف إلى ذلك أنهم كانوا يشاركونهم في صيد الأسماك والرحلات المتنقلة بين الدول في الزمن القديم.
علماً بأن الرافضة يعظمون هذا اليوم، وأنه من شعائرهم، فهو يوافق مولد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال أحدهم "خاصة و أنها بمناسبة مولد سبط الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله
الإمام الحسن عليه السلام ثاني أئمة أهل البيت، و الغريب أنه في الآونة الأخيرة بدأت بعض الجماعات المعروفة بتوجهاتها المعادية لأهل البيت عليهم السلام
التركيز على مهاجمة هذه العادة بإعتبار أنها بدعة و عليه فهي غير جائزة "
وقال آخر " ولد الإمامالحسن ليلة 15 رمضان، و عند إعلان الخبر تجمع الأطفال حول النبي الذي بدأ بتوزيعبعض الحلوى عليهم احتفالا بمولد حفيده، وكان من يهنئ الرسول يقول "قرت عينك "
فلا مانع إذاً من موافقتهم، بحكم الجوار , ومشابهة العادة.
والذين قالوا بأن هذه العادة من النصارى: عللوا ذلك؛ بأن هذا اليوم يوافق عيداً من أعيادهم، وفيه شبه من القرقيعان من تجوال الأطفال حول البيوت، وأخذ الحلوى والمكسرات، وأن النصارى كانوا في الزمن القديم متواجدون في هذه المنطقة , فمع الاحتكاك شابه الرافضة النصارى، وزادوا في تعظيمهم " أي الرافضة "لهذا اليوم طواف الأطفال على البيوت، فانتقلت بعد ذلك إلى المسلمين.
هذا من الناحية التاريخية، والقول الذي أميل إليه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) :
" أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان، أن سبب هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام؛ فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذا عنهم، فأقل أحواله: أن يكون من البدع "
كيف حكمنا على أن هذه العادة من البدع مع أن الأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله؟
لا شك أن الأصل في العادات الإباحة، وأن من قواعد الشريعة الكبرى " العادة محكمة " بشرط أن لا تخالف نصاً من كتاب الله أو السنة أو الإجماع، فإذا خالفها فلا عبرة به.
والأصل في عاداتنا الإباحة حتى يجيء صارف الإباحة
وهذه العادة قد شابهت العيد والكفار.
أما عن مشابهتها بالعيد، تخصيصه في هذه الليلة مع ما فيه من الفرح والسرور.
قال شيخ الإسلام:
¥