تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا قد يعجز كثير من الملوك والرؤساء عن نقل الناس عن عاداتهم في أعيادهم؛ لقوة مقتضيها من نفوسهم، وتوفر همم الجماهير على اتخاذها " [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11).

فكيف إذا كان هذا العيد ديناً لهم؟

قال شيخ الإسلام:

" أعياد الكتابيين التي تتخذ دينا وعبادة أعظم تحريماً من عيد يتخذ لهواً ولعباً؛ لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه ولهذا كان الشرك أعظم إثماً من الزنا ... وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار ... فالخشية من تدنسه بأوضار " أي بأوساخ " الكتابيين الباقين أشد، والنهي عنه أوكد، كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12) " .

يعني بذلك قول النبي r : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم)) [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13).

وأما عن تخصيص هذه الليلة في مشابهة النصارى، قال:

" لكن لما اختصت به هذه الأيام ونحوها من الأيام التي ليس لها خصوصية في دين الله وإنما خصوصها في الدين الباطل بل إنما أصل تخصيصها من دين الكافرين وتخصيصها بذلك فيه مشابهة لهم وليس لجاهل أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم كما في صوم يوم عاشوراء لأن ذلك فيما كان أصله مشروعا لنا وهم يفعلونه فإنا نخالفهم في وصفه.

فأما ما لم يكن في ديننا بحال، بل هو في دينهم المبتدع والمنسوخ، فليس لنا أن نشابههم لا في أصله ولا في وصفه.

فإحداث ما في هذه الأيام التي يتعلق تخصيصها بهم لا بنا، هو مشابهة لهم في أصل تخصيص هذه الأيام بشيء فيه تعظيم [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14)".

" وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية، وبعض حكمة ما شرعه الله لرسوله من مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة أمورهم؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر " أي الشرك "، وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15) " .

" فمشابهة الكفار في القليل من أمر عيدهم، وعدم النهي عن ذلك، وإذا كانت المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح " أي التي تفعل في أعيادهم "؛ كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn16).

لأنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس، بل عيداً، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر، كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn17) " .

ناهيك عما يترتب على هذه الليلة من مفاسد سيئة.

فمن المفاسد:

" أن العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلَّت رغبته في المشروع، وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به، ويكمل إسلامه [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn18) " .

" ولهذا قال r في العيدين الجاهليين: ((إن الله قد أبدلكم بهما يومين خيراً منهما)).

فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدعة مانعاً عن الاغتذاء أو كمال الاغتذاء بتلك الأعمال الصالحة النافعة الشرعية، فيفسد عليه حاله من حيث لا يشعر، كما يفسد جسد المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر، وبهذا يتبين لك بعض ضرر البدع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير