تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم زيارة آثار الصالحين للشيخ عبد الله السعد]

ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[25 - 09 - 07, 03:34 م]ـ

حكم

زيارة آثار الصالحين

كتبه

عبدالله بن عبدالرحمن السعد

قام بنسخه على برنامج الوورد ونشره على شبكة الانترنت

أبو معاذ السلفي (السني الحضرمي)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

فإن الشارع الحكيم سد جميع طرق الشرك، وحرّم وسائله، وأغلق أبوابه، تحقيقاً للتوحيد وحماية لجنابه، قال الله تعالى:} قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ {] سبأ:22 - 23 [.

قال أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الزرعي تعليقاً على هذه الآية: (وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها، قطعاً يعلم من تأمله وعرفه أن من اتخذ من دون الله ولياً فمثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يحصل له به من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن يكون فيه خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريد عابده منه، فإن لم يكن مالكاً كان شريكاً للمالك، فإن يكن شريكاً له، كان معيناً له وظهيراً، فإن لم يكن معيناً ولا ظهيراً كان شفيعاً عنده، فنفى سبحانه المراتب الأربع نفياً مرتباً متنقلاً من الأعلى إلى ما دونه، فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة بإذنه ... ) اهـ

ومن وسائل الشرك التي سدها الشارع تتبع (1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) آثار الصالحين وتقديسها،

بالصلاة فيها، والدعاء عندها، والتمسح بها.

فقد حذر الرسول الكريم r من هذا الفعل غاية التحذير، وأنكر على من فعل هذا أشد الإنكار.

فقد أخرج البخاري (427) ومسلم (528) كلاهما من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي r، فقال: «أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة».

وأخرج البخاري (437) ومسلم (530) كلاهما من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

واتخاذها مساجد يكون بالصلاة عندها، أو بناء المساجد عليها، فهذا فيمن فعل هذا بقبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكون من شرار الخلق، ويكون ممن لعنه الله ــ والعياذ بالله ــ فكيف فيمن فعل هذا مع غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟! فلا شك أن الأمر سيكون أعظم وأشد.

وأخرج مسلم (532) من طريق عمرو بن مرة عن عبدالله بن الحارث النجراني ثني جندب قال: سمعت النبي r قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك».

في هذا الحديث حذر عليه الصلاة والسلام من هذا الفعل قبل موته بخمسة أيام، بل وحذر منه عليه الصلاة والسلام وهو في سياق الموت، كما أخرج البخاري (435) و (436) ومسلم (531) كلاهما من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله r طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير