تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ابن تيمية والتكفير د. محمد عمارة]

ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:46 ص]ـ

ابن تيمية والتكفير

د. محمد عمارة: بتاريخ 24 - 9 - 2007

الناس أعداء لما يجهلون" .. دائما أتذكر هذه الحكمة كلما قرأت لأحد من الجاهلين بتراث شيخ الإسلام ابن تيمية "661 - 728هـ 1263 - 1328" اتهامه لهذا الإمام المجدد بأنه المسئول عن شيوع نزعة "التكفير" في فكرنا الإسلامي الحديث والمعاصر ولو أن أحدا من هؤلاء الذين يتهمون ابن تيمية بهذه التهمة الظالمة قرأ تراث هذا الإمام المجدد لما اتهمه بهذه التهمة .. بل لو أن أحدا من الذين يسارعون إلى تكفير من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قرأ وفقه ما كتبه ابن تيمية في هذا المقام لما شاعت آفة التكفير وفتنته على النحو الذي نشكو منه هذه الأيام ...

لقد كتب ابن تيمية في رفض المسارعة إلى التكفير كلاما نفيسا عرض فيه لمذهبه ولمذهب أئمة أهل السنة والجماعة قال فيه:

" والذي نختاره ألا نكفر أحدا من أهل القبلة والدليل عليه أن نقول:

إن المسائل التي اختلف أهل القبلة فيها مثل: أن الله تعالى هل هو عالم بالعلم أو بالذات؟ وأنه تعالى هل هو موجد لأفعال العباد أم لا؟ وأنه هو متحيز؟ وهل هو في مكان وجهة؟ وهل هو مرئي أم لا؟ لا تخلو "هذه المسائل" إما أن تتوقف صحة الدين على معرفة الحق فيها أو لا تتوقف والأول باطل إذا لو كانت معرفة هذه الأصول من الدين لكان الواجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يطالبهم بهذه المسائل ويبحث عن كيفية اعتقادهم فيها فلما لم يطالبهم بهذه المسائل بل ما جرى حديث عن هذه المسائل في زمانه عليه السلام ولا في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم علمنا أنه لا يتوقف صحة الإسلام على معرفة هذه الأصول وإذا كان كذلك لم يكن الخطأ في هذه المسائل قادحا في حقيقة الإسلام وذلك يقتضي الامتناع عن تكفير أهل القبلة .. "

وبعد أن أثبت ابن تيمية بالمنطق العقلي أن المسائل التي اختلف فيها المسلمون لا تمس حقيقة الإسلام ... ومن ثم فلا تكفير لفرقاء الخلاف فيها .. تحدث عن أن الكفر حكم شرعي تتلقى عن صاحب الشريعة ... والعقل قد يعلم به صواب القول وخطؤه وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع كما أنه ليس كل ما كان صوابا في العقل تجب في الشرع معرفته ... وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه .. "

هكذا قطع ابن تيمية بأن التكفير حكم شرعي لابد فيه من نص .. ولا يصح أن يكون ثمرة للاجتهادات .. ثم أضاف ما يقطع بأن هذا هو مذهب أئمة أهل السنة والجماعة ... فقال:

" وقد نقل عن الشافعي "150 - 204هـ 767 - 820مـ" رضي الله تعالى عنه أنه قال: لا أرد شهادة أهل الأهواء إلا "الخطابية" "من غلاة الشيعة" فإنهم يعتقدون حل الكذب أما أبو حنيفة "80 - 150هـ 699 – 767" رضي الله تعالى عنه فقد روى عنه أنه لم يكفر أحدا من أهل القبلة ".

هكذا أعلن ابن تيمية في كتابه "بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" رفضه تكفير أحد من الذين يشهدون أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله .. لأن مسائل الخلاف التي اختلف فيها المسلمون لا يتوقف عليها الإيمان بأصول الاعتقاد وأركان الإسلام التي جاءت بها النصوص قطعية الدلالة والثبوت ولأن الكفر حكم شرعي لابد فيه من نص محكم أو قياس على النص المحكم ولا يجوز أن يكون كلا مباحا من الاجتهادات العقلية فضلا عن الأهواء ...

كما أعلن هذا الإمام المجدد أن هذا الموقف الذي اختاره هو موقف أئمة أهل السنة والجماعة عليهم رضوان الله ..

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=38940&Page=1&Part=2

ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[26 - 09 - 07, 08:10 ص]ـ

هذا كلام جيد جداً ... خاصة من مثل هذا الرجل , فإن له دوراً في الإذاعة المصرية.

لكن أخشى أن يقوم عليه القومُ .. كما قاموا عليه عندما أعلن بكفر النصارى ..

وجزاك الله خيراً .. أخي / شتا

ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 08:35 ص]ـ

ولكن هذا الرجل يدافع عن محمد عبده والكواكبي ورفاعة الطهطاوي في ذات الوقت.

ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[27 - 09 - 07, 03:10 ص]ـ

هل هناك أحد يعرف شيئاً عن د. محمد عمارة؟

فقد سمعت أشياءاً أحب أن أتأكد منها ..

ولكم جزيل الشكر ..

وجزاكم الله خيراً ..

ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[27 - 09 - 07, 04:18 ص]ـ

يا اخي الحبيب ان الدكتور محمد عمارة هذا كان ماركسيا شيوعيا من فترة ليست بالقصيرة ثم تحول بسبب اعجابه الشديد بما يسمونهم اعلام الفكر الاسلامي المعاصر وبخاصة بعد افلاس الفكر الماركسي واثبات عدم صلاحيته في تقديم تصور يفي بمتطلبات الانسان .. لذا انبهر الرجل بمحمد عبده والطهطاوي وغيرهم ولكنه بسبب ثقافته واطلاعه تجده مدافعا عن الجميع ضد الجميع ظنا منه ان المفكر يجب الا يحصر فكره فى دائرة مفرغة او ان يتحيز لاحد ضد احد.

ولكنك ان سمعته جيدا ستكتشف بوضوع انه رجل عقلاني محض وفي بعض الاحيان علمانيا محضا ايضا فستجده يدافع عن فكره الدولة المدنية بدعوى انها اسلامية المنشا وليس هذا الا ليتواكب مع حركة الحياة الحديثة وليصبح تقدميا وليس رجعيا.

والاشكالية الكبرى تتمثل في فصاحته تلك التي تبهر من يستمع اليه بحيث تجعل المستمع اشبه بالتلميذ الذي لابد وان يتقبل افكار معلمه بسذاجة بالغة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير