ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 06 - 08, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا، والحقيقة أن الكلام حول محمد عمارة يطول، وكذلك المداخلات هنا فيها شيء من عدم الدراية بمنهج هذا الرجل، فالرجل معتزلي وهو أحد من أبرز تراث المعتزلة في الوقت الحاضر، ويجاهر بتبنيه آراء المعتزلة وأشدها القول بخلق القرآن وغيرها كثير، وهو عقلاني جدا وهو باعث تراث محمد عبده وفيه ما فيه ويمكن الرجوع لكتاب الشيخ الفاضل سليمان الخراشي فقد وفي وكفى- مع احتياج الكتاب لتحديث جديد- واسمه:
"محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة" وهذه مشاركة فيها الكتاب المذكور
كتاب:"محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة"
رابطه في الألوكة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2976&page=2
وهذا رابط مباشر:
http://www.kabah.info/uploaders/Mohamedamara.rar
وجزى الله الشيخ الخراشي خيرا وكذا الأخوة في الألوكة.
وأما القول بأن مقالات محمد عمارة الأخيرة مختلفة عن الأولى أو أنه غير فكره فهذا ليس بصحيح، وقد يكون سبب قول ذلك هو إبراز بعض المواقع الإسلامية ممن يثق فيها بعض القراء لبعض مقالات محمد عمارة فيطلع عليها المطلع دون أن يكون له اطلاع على مقالاته الأخرى التي تنشر في الجرائد والمجلات وندواته ومشاركاته وهذه مشكلة كبرى،
أضف إلى ذلك أنه لابد لمن مثل محمد عمارة إذا غير فكره أن يتوب ويبين ويصلح وهذا ما لا يمكن أن يفعله، والسبب ببساطة: أنه لم يتغير!
وكذلك مقال الشيخ عبد المنعم الشحات:محمد عمارة سلفي بعقله عقلاني بقلبه، هذا الكلام غير صحيح، فما كان عمارة سلفيا بعقله يوما من الأيام، وما مدحه لابن تيمية وغيره إلا لمعرفته لمحبة عامة الإسلاميين له وقبولهم لرأيه وثقتهم فيه، ولذلك هذا المقال الذي وضعه أخونا شتا هنا لم يكتبه عمارة لمدح ابن تيمية أو الدفاع عنه، بل لتمرير فكره هو وموقفه من التكفير، وحتى يوجه عقل القاريء إلى فهم معين عن ابن تيمية فإذا قرأت كلاما لابن تيمية حملته على كلام عمارة فبطل مضمون الكلام.
ثم أيها الأحباب لماذا لا نعتمد منهجا علميا مع أهل الأهواء؟!
لماذا لم ترجعوا لكلام ابن تيمية الذي نقله لتعلموا حقيقة هذا الرجل؟!
قال عمارة:"
لقد كتب ابن تيمية في رفض المسارعة إلى التكفير كلاما نفيسا عرض فيه لمذهبه ولمذهب أئمة أهل السنة والجماعة قال فيه:
" والذي نختاره ألا نكفر أحدا من أهل القبلة والدليل عليه أن نقول: ... " إلخ
هذا الكلام ليس لابن تيمية بل ابن تيمية يناقش المعتزلة وغيرهم فيورد أقوال العلماء ثم يمحصها وهذا النقل ذكره عن الأشعري والأشعري ذكره عن أبي إسحاق وهكذا،
ففي درء تعارض العقل والنقل 1/ 53: (في: المسألة الثالثة: في أن مخالف الحق من أهل الصلاة هل يكفر أم لا؟
قال الشيخ أبو الحسن الأشعري في أول كتاب مقالات الإسلاميين: اختلف المسلمون ـ بعد نبيهم ـ في أشياء ضلل فيها بعضهم بعضا وتبرأ بعضهم من بعض فصاروا فرقا متباينين إلا أن الإسلام يجمعهم فيعمهم فهذا مذهبه وعليه أكثر الأصحاب ومن الأصحاب من كفر المخالفين
وأما الفقهاء فقد نقل عن الشافعي رضي الله تعالي عنه قال: لا أرد شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية فإنهم يعتقدون حل الكذب وأما أبو حنيفة رضي الله تعالي عنه: فقد حكي الحاكم صاحب المختصر في كتاب المنتقى عن أبي حنيفة أنه لم يكفر أحدا من أهل القبلة
وحكي أبو بكر الرازي عن الكرخي وغيره مثل ذلك وأما المعتزلة: فالذين كانوا قبل أبي الحسين تحامقوا وكفروا أصحابنا في إثبات الصفات وخلق الأعمال وأما المشبهة: فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول: أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة
والدليل عليه أن نقول: المسائل التي اختلف أهل القبلة فيها مثل أن الله تعالي هل هو عالم بالعلم أو بالذات؟ وأنه تعالي هل هو موجد لأفعال العباد أم لا؟ وأنه هل هو متحيز وهل هو في مكان وجهة؟ وهل هو مرئي أم لا؟ لا يخلو إما أن تتوقف صحة الدين معرفة الحق فيها أو لا تتوقف والأول باطل إذ لو كانت معرفة هذه الأصول من الدين لكان الواجب علي النبي صلي الله عليه وسلم أن يطالبهم بهذه المسائل ويبحث عن كيفية اعتقادهم فيها فلما لم يطالبهم بهذه المسائل بل ما جري حديث في هذه المسائل في زمانه عليه السلام ولا في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم علمنا أنه لا تتوقف صحة الإسلام علي معرفة هذه الأصول وإذا كان كذلك لم يكن الخطأ في هذه المسائل قدحا في حقيقة الإسلام وذلك يقتضي الامتناع من تكفير أهل القبلة
ثم قال بعد ذلك ... إلخ
فالكلام ليس لابن تيمية، وهذا يذكرني بصنيع الصابوني لما نقل مدح شيخ الإسلام للأشاعرة ووجوب تعزير من تعرض لهم ثم لما رجعنا للفتاوى وجدنا شيخ الإسلام يناقش أشعريا ونقل من كلامه وليس الكلام له.
والمقال المذكور فيه أخطاء كثيرة تخالف منهج أهل السنة والجماعة في التكفير، لأن التكفير حكم شرعي ليس بالأهواء، ولا يصلح أن يقوم به أي أحد، ولابد من توفر شروط وانتفاء موانع.
والمقصود: أننا نلمع أحيانا أهل الباطل دون قصد منا وبحسن نية، ونعلق دون أن ندري مناهج من نتكلم عنهم أو نقرأ حتى كتابا مؤصلا في الرد عليهم، والموضوع طويل، وما نكتبه هو شهادة ستكتب عنا ونسئل عنها، مع خطورة هذه الشهادة في هذا الواقع الذي تصدر فيه أهل الأهواء ولمعوا وصادقهم من أراد الشهرة تحت تأويلات شتى، يجمعها طاغوت المصلحة المتوهمة والمصادمة للشرع، ولو اتبعنا منهج أهل السنة والجماعة مع أهل البدع والأهواء لسلمنا ولخسئوا ولم يعرفوا عن طريقنا بل ويشهروا ويحسن بهم الظن كل غافل عن أفعالهم، ونسأل الله الثبات على الإسلام والسنة إلى الممات.
¥