و صاحب الرد هو المدعو أبو الحسن الغامدي _ غفر الله له _ و المردود عليه هو الأخ الفاضل عبد الله الخليفي المنتفجي - حفظه الله - فأقول.
و بالله التوفيق منه العون و التحقيق.
كتاب درء تعارض العقل و النقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام الهمام ابن تيمية , هو من أعظم ماألف في الرد على المبتدعة من أهل الزيغ و الحيف عن الإعتقاد الصحيح ,كما صرح بذلك حمهور من ترجموا له -رحمه الله - و الكتاب موضوعه نقض نظرية تعارض العقل و النقل التي أقامها المتكلمون من الأشاعرة و الماتريدية و العقلانوين من الفلاسفة و المناطقة ,فبين -رحمه الله - أنه لا تعارض بينهما ,فأقام الحجج و البراهين على ذلك.
وقد تعرض الشيخ لعدة نقاط عقدية أثارها المتكلمون فضلوا و أضلوا ,مثل العلو و الإستواء ,و الجهة و الفوقية و الرؤية و غير ذلك من أمور الإعتقاد.
فالمصنف -رحمه الله - لم يأتي بدعا من القول بل هو مدافع عن عقيدة الإسلام بالحجة الواضحة من المنقول و المعقول.
قال محقق كتاب [الصارم المسلول على شاتم الرسول] محي الدين عبد الحميد مانصه: [و تصانيف الإمام ابن تيمية أعلى قدرا و أرفع منزلة من أن ينوه بها أو يشاد بذكرها , فقد وهبه الله من قوة العارضة و سعة الإطلاع و متانة الحافظة و القدرة على البيان عما يريد في طلاقة و نصاعة و فصاحة مالو أنه قسم على عشرات العلماء لوسعهم و كان واحد منهم عالما فحلا يشار إليه بالبنان ,ثم وهبه الله مع ذلك من الجلادة و الصبر ,و من الجد والدأب, و من حب العلم و الرغبة فيه ,وفي إفادته و الإستهانة بالصعاب في سبيل تحصيله و إعلامه الناس , و من الحرص على دين الله و المبادرة إلى الإستجابة إلى داعي الله ........ مايكفي عشر معشار الجهابذة الأفذاذ ....... و من أجل هذا كله كانت مؤلفات الشيخ تفيض بالبحوث النادرة و المسائل الغريبة و الإستدلالات الباهرة من كتاب الله و من سنة رسول الله و من أقوال العلماء في كل فن و في كل مذهب ,و من قواعد الأصوليين في عبارة ناصعة واضحة و في بيان أنيق رصين ... ] ص3.
و قال [واقتضت إرادة الله -تعالى - أن يذيع في الناس فضل الشيخ ,و أن ينبه في العالمين ذكره ,فأتاح له ألسنة الحسد و الحقد ,و قيض له نفوس طالبي الجاه و الحريصين على جمع المال, فمازالت الإلسنة تنوشه و تنفث عليه الأذى و البهيتة ,ومازالت هذه الأنفس تتناوله بالكيد و الدس تارة , وباإعلان الحسيكة و التأليب عليه تارة أخرى ’وما زالت تحفر تحت قدميه تريد أن يخر في المهواة المليئة بأفاعي العداوة و عقارب الأضغان [إلى يومنا هذا] و هو ماضى في طريقه الذي اختاره الله له و هيأ له أسبابه ,صابرا على على أذاهم ,محتسبا عند الله أجره , لايفتر ولا يضعف ,ولايهن ولا يستسلم , ولم تلن له قناة ,ولم تفتر له عزيمة ولم يؤثر فيه تهديد الناس, ولا فلت غربة ظلمة الحبوس و لا قسر الإعتقال ’إلى أن أن جاءه أمر الله و نزل به القضاء و الحتم و دعاه الله إلى حواره و هو سجين في قلعة دمشق ليلة الإثنين لعشرين خلت من شهر ذي القعدة من سنة ثمان و عشرين و سبعمائة] اه ص:10.
-ثانيا: قال غفر الله له [فمسوغات عدم قراءة الكتاب كثيرة منها:
عدم وجود الحاجة بإشغال طلبة العلم بمثل تلك الردود و المناقشات و غيرها أولى منها .... ].
الرد على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: الرد على المخالف من أصول أهل السنة و الجماعة و هو جهاد القلم و القرطاس.
قال ابن عساكر الدمشقي: [فيجب على المسلمين في جميع أدوار بقائهم أن يتفرغ منهم جماعة لتتبع أنواع الأراء السائدة في طوائف البشر و العلوم المنتشرة بينهم و فحص كل مايمكن أن يأتي من قبله ضرر المسلمين لا سيما في المعتقد الذي لا يزال ينبوع كل خير مادام راسخا رصينا و يصير منشأ كل فساد ... ] تبيين كذب المفتري ص: 21 ط الثالثة:1404ه-1984م دار الكتاب العربي.
و قال الشيخ يحي العمراني شيخ الشافعية في اليمن المتوفى سنة 558ه في مقام بيان وجوب الرد على المخالفين المنحرفين و بيان الحق الذي أوحاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم - و قيام العلماء بهذا الأمر -أي وجوب الرد على المخالف - كي تزول الشبهة من قلوب المؤمنين.
قال رحمه الله: و من المفترض على من عرفه الله طريق الرشد و أبان له سبيل الهدى إذا ظهرت بدعة في الدين أن يردها بما قدر عليه] اه 1/ 92.
و قال: [و لم يزل العلماء يردون على القدرية و أقولهم و يبطلون استدلالتهم و يكشفون تلبيسهم و يظهرون تدليسهم و بذلك أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين).] 1/ 94.
و صلى الله على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 10 - 07, 08:48 ص]ـ
الذي حدثني به أخي قديماً - وكان يحضر دروس الشيخ ابن باز - رحمه الله - أنَّ هذا كان في مجموع الفتاوى ..
¥