تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الإسلام رحمه الله متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه من الأمور المباحة، ولا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم هذا، فإذا كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب، معتد ظلوم غشوم، لا يعرف العذر بالجهل، مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة؛ فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجن مسلم وهذا منافق أو كافروهذا صالح وذاك طالح؟!

لذا الاستعانة بالجن المسلم (كما يدعي البعض في العلاج) لا تجوز للأسباب التالية:

أو لا: قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي، وأمر أصحابه بالرقية؛ فاجتمع بذلك فعله وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه، وفيهم من أصابه الصرع، وفيهم من أصابته العين، وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب، فما نقلت لنا كتب السنة عن رراقٍِ استعان بالجن.

ثانياً: الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض تعلق قلب الراقي بهذا الجني،وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم، ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد، ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر؛ فما قاعدة (سد الذرائع) إلا من هذاالقبيل.

ثالثاً: يجب المفاصلة بين الراقي في القرآن والساحر عليه ـ لعنة الله ـ، وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة؛ فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه، لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم، فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر، فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة علىالعقيدة.

رابعاً: من المعلوم أن الجن خلقته من النار، والنار خاصيتها الاحراق، فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال؛ فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء، ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه.

احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة **** فلربما انقلبالصديق فكان أعلم بالمضرة.

فمن أراد التخلص من هذا الأمر؛ فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين، وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناً ما كان؛ فهل بعد سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان؟ والله أعلم.] اهـ.

(انظر فتح المنان في جمع كلام شيخ الاسلام عن الجان صفحة 213 – 214)

ـ[أبو سياف]ــــــــ[26 - 10 - 07, 03:08 ص]ـ

قد تعرض شيخ الإسلام للمسألة في مجموع الفتاوى

وسبق أن قرأت للشيخ العثيمين كلاما فيها لعلي أحضره لا حقا

إن شاء الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير