تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقيقة التوحيد.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 06:16 م]ـ


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أما بعد/
إن التوحيد هو أصل الأصول،و أهم المهمات و رأس الأمر،و العروة الوثقى و الكلمة الطيبة،وهو الذي أرسلت به الرسل جميعا، قال تعالى: {{و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}}، وقال تعالى: {{و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}}، وقال تعالى: {{فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات}}.
أيها الناس: إن التوحيد في الإسلام ليس أمرا ثانويا في التفكير، ولا نافلة من القول، و لا مظهرا من مظاهر الضعف أو الخوف، وإنما التوحيد هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ,و حاجة ضرورية للنفس و الروح, بحيث إذا فُقِد التوحيد ترك فراغا في النفس لا يملأ، وفوهة في الروح لا تسد،وخرابا في الضمير لا يعمر , لذلك كله كانت بداءة الرسل جميعا هي الدعوة إلى التوحيد, فكل من بُعث من الرسل من نوح عليه الصلاة و السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم يأتي قومه فيقول لهم: {{يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}}، {{و إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}} , {{وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}} , {{و إلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}} , ورسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – ثلاثة عشر عاما في مكة- و هو يقول لقومه: [قولوا لا إله إلى الله تفلحوا].
أيها المسلمون: ما هو التوحيد الذي بُعثت به الرسل؟
هل التوحيد هو أن تعتقد أن الله هو الخالق المنفرد بالخلق , و أنه المالك المتفرد بالملك , و أنه المدبر المصرف المتفرد بالتدبير و التصريف ,؟ لا شك إن هذا من التوحيد , وهل التوحيد أن تؤمن بأن الله عز و جل له أسماء حسنى و صفات علا كما قال تعالى: {{و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}} فتؤمن أنه السميع ذو السمع، والبصير والحكيم و العليم ذو البصر والحكمة والعلم , وأنه خلق آدم بيده سبحانه وتعالى , له يدان تليقان به سبحانه وتعالى: {{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}} و أنه سبحانه و تعالى يجيئ للفصل بين الخلائق يوم القيامة {{وجاء ربك والملك صفا صفا}}، وأنه سبحانه و تعالى عالٍ على خلقه مستوٍ على عرشه كما قال في كتابه: {{الرحمن على العرش استوى}}، و كما قال سبحانه: {{أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}} قال ابن عباس –رضي الله عنهما – من في السماء: الله.,فهل هذا هو التوحيد؟! لاشك أن هذا من التوحيد؛
و لكن التوحيد الذي أرسلت به الرسل أصالة و أراد الله البشر أن ينصاعوا لله فيه , ويوحدوه به , والذي من أجله خلق الله الخلائق: {{وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون}} , هو توحيد العبادة:هو أن تعتقد أن الله عز وجل هو المتفرد بالعبادة، فلا يستحق هذه العبادةَ ملكٌ مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ,فهذا التوحيد الثالث هو الذي يدخلك في الإسلام, وهو الذي أرسلت به الرسل ,وهو أن توحد الله بأفعالك أيها العبد،فلا تصلي إلا لله سبحانه , ولا تسجد إلا لله،ولا تدعو إلا إياه، ولا تستغيث إلا بالله، ولا تنذر إلا لله،ولا تتوكل إلا على الله ولا تستعين إلا بالله، ولا تذبح إلا لله عز وجل، ولا تطوف إلا ببيت الله عز وجل، فهذه العبادات كلها من نذر و طواف و خضوع و خشية وخوف واستعانة و استغاثة و سجود و توكل و دعاء هذه العبادات و غيرها من العبادات و كل العبادات، لا تصرفها إلا لله عز وجل فلا تصرفها و لا توجهها لا لنبي مرسل و لا لملك مقرب و لا لولي صالح ولا للعيدروس ولا لنفيسة ولا لابن علوان ولا لبدوي ولا للمرسي أبي العباس ولا للحسين ولا لعلي ولا للعباس رضي الله عنهم ولا لعبد القادر الجيلاني ولا للجنيد ولا لغيرهم من المخلوقات , قال تعالى: {{و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}}، وقال تعالى: {{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير