أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها}} و قال تعالى: {{والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير}}. واعلم أيها المسلم أنك لو اعتقدت أن الله عز وجل هو الخالق المدبر المتصرف المتفرد بذلك كله فإنك لا تكون موحدا له بذلك حق التوحيد ولا تدخل الإسلام حتى توحد الله بأفعالك أنت مما ذكرنا آنفا من صلاة ونذر و خوف ودعاء واستغاثة و خشية و طواف , تصرف كل ذلك لله عز وجل , و تكفر بكل ما يعبد من دون الله عز و جل قال تعالى: {{و من يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}} فهؤلاء مشركو قريش وحدوا الله بربوبيته أي اعتقدوا أنه سبحانه الخالق و المالك و المتصرف و المحيي بدليل قوله تعالى: {{و لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}} ومع ذلك فقد قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبى نساءهم و ذراريهم مع قولهم بأن الله هو المتفرد بالخلق .. لماذا؟ لأنهم لم يوجهوا أفعالهم التعبدية لله عز وجل وحده فكانوا من المشركين.
أيها المسلمون / إن المسلم الذي يريد الدار الآخرة و يريد العزة لهذا الدين ينبغي أن يكون عارفا بالتوحيد عارفا بالشرك حتى لا يقع فيه من حيث يدري أو لا يدري ,فإن التوحيد أيها الإخوة هو أساس بناء الأعمال ,فمن بنى عمله على شرك فهو كالذي يبني دارا على موج البحر فهل يجد له قرارا؟! لاشك أن هذا البناء سينهدم ويسقط , وهكذا الشرك فإنه يُحبط العمل ولو كان العمل كأمثال الجبال! , قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {{ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين}}،
إن الله تبارك و تعالى لا يحابي أحدا في التوحيد كائنا من كان اسمعوا لهذه الآية وانتبهوا كم نبيا سيذكره الله عز وجل في هذه الآية: {{وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء , إن ربك حكيم عليم،ووهبنا له إسحاق و يعقوب , كلا هدينا، و نوحا هدينا من قبل , ومن ذريته داود و سليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون , و كذلك نجزي المحسنين، وزكريا و يحيى و عيسى و إلياس , كل من الصالحين , وإسماعيل و اليسع و يونس و لوطا، و كلا فضلنا على العالمين , ومن آبائهم و ذرياتهم وإخوانهم، واجتبيناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم , ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده , ولوأشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}}، ثمانية عشر نبيا ,و مع ذلك قال الله عز وجل فيهم: {{و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}} , لا مجاملة في التوحيد أبدا , و لذا يجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز و جل بالتوحيد و نبذ الشرك، فإن الموحد يغفر الله – عز وجل - له زلاته ومعاصيه , و يَدْخل الجنة ولو بعد حين , أما المشرك فإن شِركه يمنع عنه يوم القيامة المغفرة , و يخلده في النار عياذا بالله تعالى، قال تعالى: {{إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}}.
واعلموا أيها الإخوة أن الشرك سبب للعذاب و للمصائب و النقم و البلايا كلها , وهل أهلكت الأمم السابقة، فُخُسِف بمن خسف، ودُمر من دمر , و أُهلك من أهلك إلا بسبب الشرك و الواقع يشهد لذلك , واسمعوا لهاتين الآيتين العظيمتين قال تعالى: {{لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا}}، و قال تعالى: {{ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا}}، فالشرك بالله عز وجل سبب للذم و الخذلان، والذي يخذله الله عز وجل من الذي ينصره؟!
قال تعالى: {{أهلكناهم فلا ناصر لهم}}.
اللهم أحينا على التوحيد و أمتنا على التوحيد و احشرنا على التوحيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 06:31 م]ـ
اللهم أحينا على التوحيد و أمتنا على التوحيد و احشرنا على التوحيد.
اللهُمَّ إننا قدِ امْتثَلْنا أعظمَ ما أمرتَنا به؛ فَلا إِلَهَ إلاَّ أنتَ ..
واجْتَنبْنا أعظمَ ما نهيْتَنا عنهُ؛ فلا شَرِيكَ لك ...
فاغْفِرْ لنا اللهمَّ مابيْنَ ذَلِك!
اللهُمَّ آمين ..
لا زِلْتَ مسدَّداً أخِي الفاضلَ عليَّا الفضْليَّ ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 03:03 م]ـ
لا زِلْتَ مسدَّداً أخِي الفاضلَ عليَّا الفضْليَّ ..
آمين وإياكم.
جزى الله أخي مهندا خير الجزاء، وأسكنه الله تعالى جنات النعيم، وزوجه بالحور العين.