فقال لي: الكلام عن ظاهرة ما يجب ألا يُفهم منه التعميم. وما قصدته من حديثي إنما هو وجود ظاهرة قبيحة كثيراً ما تقترن بالتشيع حيثما شاع بصورة توجب التأمل. انظر بنفسك، وكيف أن التشيع لا يصيب أرضاً أو بلداً إلا وقلبه أهلها إلى الشقاق والفرقة، والشتائم والسباب، حتى الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله- الشيخ الوقور، مُفسر ومعلم القرآن، اتهموه باللواط والفحشاء، لتزهيد أهل السنة في علمائهم، ولزرع البلبلة في أوساط أهل مصر، ولإسقاط مرجعيتهم الدينية.
فقلتُ له: لعل أكبر جريمة اقترفها الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله- هو أنه سني معظم للقرآن، ويؤمن بسلامته من التحريف، ويوليه عناية فائقة!
فقال لي: وقد يطول عجبك لو أخبرتك أن المتشيع المصري (حسن شحاته) استضافته الجمهورية الإيرانية في لقاءٍ مصور ومرئي في إيران،، في مؤتمر (النجف الأشرف) تحت إشراف الجمهورية الإيرانية وفي مدينة قم، يصيح ويقول بكل تبجح: ما نصه: (عمر بن الخطاب مخنث) ويمكنك بكل سهولة أن ترى الشريط ـ بالصوت والصورة ـ في الإنترنت وكيف يحتفي به الشيعة وهو يطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين!
فقلتُ: لا حول ولا قوة إلا بالله، أيعقل أن يقال هذا الكلام في حق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- تحت إشراف الجمهورية الإيرانية؟
فقال لي: كيف تتعجب يا أخي، وهذا ليس بغريبٍ على إيران وهي التي شيدت أكبر ضريح للمجوسي (أبو لؤلؤة فيروزا لمجوسي) قاتل خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث أقامت ضريح هذا المجوسي المجرم على أجمل طراز، وشرعت للشيعة سنناً وأدعية للعن عمر رضي الله عنه، والسلام والترضية على قاتله المجوسي!
فقلتُ له: ولأي شيء يفعلون هذا؟ لماذا يطعن الشيعة في أعراض المسلمين؟ ولماذا يطعنون في عرض عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وعرض الشيخ الشعراوي رحمه الله؟ وغيرهم؟
فقال لي: لا غرابة ولا عجب. هذا مؤسس الجمهورية الإيرانية (الخميني) نفسه يصرح ويقول: (غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم). (3)
ثم ذكر (الخميني) حديثاً شيعياً يقول: (إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلا شيعتنا). (4)
وعلق (الخميني) عليه قائلاً: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم). (5)
فقلتُ له: هذا كلام خطير وبذيء أن يصدر من مسلم. ولعل هذا من شذوذات الخميني المعروف بالتطرف، ولعله لا يمثل إلا خطه ومرجعيته فقط، حتى لا نظلم غيره.
فقال لي: كنتُ أتمنى ذلك، لكن من عرف المذهب الشيعي، سوف يدرك أن المشكلة في المذهب نفسه، وليست في الخميني. فما قاله الخميني مذكور ومشهور قبله وبعده.
وقد قال شيخهم الأنصاري: (ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن -أي الشيعي- فيجوز اغتياب المخالف، كما يجوز لعنه). (6)
ونسبوا كذباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة). (7)
وهذه الرواية صححها الشهيد الثاني (8)، ومحققهم الأردبيلي (9)، وعبدالله الجزائري (10)، وقال بتصحيحها أيضاً محققهم البحراني حيث قال: (ورد في جملة من الأخبار جواز الوقيعة في أصحاب البدع ومنهم الصوفية، كما رواه في الكافي في الصحيح) (11)، ومحققهم النراقي حيث قال بعد تصحيح الرواية السابقة: (فتجوز غيبة المخالف، والوقيعة: الغيبة .. وتؤكده النصوص المتواترة الواردة عنهم في طعنهم ولعنهم وتكفيرهم، وأنهم شر من اليهود والنصارى، وأنجس من الكلاب) (12)، وكذلك شيخهم الأنصاري (13)، ومرجعهم الأكبر الخوئي حيث قال: (قد دلت الروايات المتضافرة على جواز سب المبتدع في الدين ووجوب البراءة منه واتهامه). (14).
¥