تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كافرا، فيتعارض عندهم الدليلان، وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر. اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين اطلقوا هذه العمومات، لم يكفروا اكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.

……

ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وأن الله لا يرى في الآخرة. وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر، أو يحمل الأمر على التفصيل، فيقال: من كفر بعينه، فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلنتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم" [الفتاوى 12/ 486 - 489].

- وروى الإمام عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله أن وكيعا سئل عن ذبائح الجهمية فقال رحمه الله: "لا تؤكل هم مرتدون" [السنة 1/ 117 – رقم:38].

- وعن سهل بن عبد الله التستري أنه سئل عن الصلاة خلف المعتزلة والنكاح منهم وتزويجهم فقال رحمه الله: "لا، ولا كرامة هم كفار" [تفسير القرطبي 7/ 141].

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "… وكان ابن أبي دؤاد قد جمع له نفاة الصفات من جميع الطوائف. وعلماء السنة كابن المبارك وأحمد وإسحاق والبخاري يسمون هؤلاء جميعهم جهمية. وصار كثير من المتأخرين من أصحاب أحمد وغيرهم يظنون أن خصومه كانوا معتزلة، وليس كذلك بل المعتزلة نوع منهم" [الفتاوى 8/ 229].

الرافضة:

- قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند قوله سبحانه (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" [الفتح:29]، قال رحمه الله: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك" اهـ.

- روى الإمام ابن بطة في الإبانة الصغرى [ص161] عن طلحة بن مطرف أنه قال رحمه الله: "الرافضة لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، لأنهم أهل ردة".

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الرافضة: "فإنهم مشركون كما جاء فيهم الحديث، لأنهم أشد الناس تعظيما للمقابر التي اتخذت أوثانا من دون الله، وهذا باب يطول وصفه" [الفتاوى 28/ 485].

وقال أيضا عنهم: "وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم. والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا، وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع، لكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه. فإن نطق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له، وقد بسطت هذه القاعدة في قاعدة التكفير" [الفتاوى 28/ 500 - 501].

التتار:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير