تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الاسلام كما فى"مجموع الفتاوى-شرح حديث النزول-ج5ص393و394": ... وقال عبد الرحمن بن منده: إياك أن تكون فيمن يقول: أنا أومن برب يفعل ما يشاء، ثم تنفي ما في الكتاب والسنة مما شاء اللَّه وأوجب على خلقه الإيمان به: أفاعيله كل ليلة أن ينزل بذاته من العرش إلى السماء الدنيا، والزنادقة ينكرونه بزعمهم أن اللَّهَ لا يخلو منه مكان؛ وروى حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد، عن جرير , عن ليث , عن بشر , عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد اللّه أن ينزل عن عرشه نزل بذاته) قلت: ضعف أبو القاسم إسماعيل التميمي _لعله التيمي _ وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعًا، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات , وقال أبو القاسم التميمي _لعله التيمي _: (ينزل) معناه صحيح أنا أقر به , لكن لم يثبت مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وقد يكون المعنى صحيحًا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور , كما لو قيل: إن اللّه هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض، وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما، وهو بنفسه وذاته استوى على العرش؛ ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه، وهو نفسه فعلها؛ فالمعنى صحيح، وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن ومرفوعًا ..... أهـ

قال ابن القيم كما فى"مختصر الصواعق ج2ص366و367": ... وقد صرح نعيم بن حماد وجماعة من أهل الحديث آخرهم أبو الفرج ابن الجوزى أنه سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا بذاته ونظم أبو الفرج ...... وقال الحافظ أبوموسى المديني فى مناقب الامام أبى القاسم اسماعيل بن محمد التيمي الذى جعله مجددا للدين فى راس المائة الخامسه قال: وكان من اعتقاد الامام اسماعيل بن محمد أن نزول الله بالذات وهو مشهور فى مذهبه وقد كتبه فى فتاو عديدة وأملى فيه املاء إلا أنه كان يقول اسناد حديث نعيم بن حماد مدخول وفيه مقال ومراده بحديث نعيم بن حماد عن جرير بن عبدالحميد , عن بشر عن أنس يرفعه قال: " إذا أراد اللّه أن ينزل عن عرشه نزل بذاته "قلت: وهذا الفظ لايصح عن النبى صلى الله عليه وسلم ولايحتاج إثبات هذا المعنى إليه فالاحاديث الصحيحة صريحة وان لم يذكر فيها لفظ الذات.

الحادي عشر: أن الخبر وقع عن نفس ذات الله تعالى لا عن غيره فإنه قال: " إن الله ينزل إلى السماء الدنيا" فهذا خبر عن معنى لا عن لفظ، والمخبر عنه هو مسمى هذا الاسم العظيم، فإن الخبر يكون عن اللفظ تارة وهو قليل ويكون_عن _مسماه ومعناه وهو الأكثر. فإذا قلت: زيد عندك وعمرو قائم فإنما أخبرت عن الذات لا عن الاسم فقوله تعالى: {الله خالق كل شيء} هو خبر عن ذات الرب تعالى فلا يحتاج المخبر أن يقول: خالق كل شيء بذاته، وقوله: {الله ربكم} قد علم أن الخبر عن نفس ذاته وقوله: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} وكذلك جميع ما أخبر الله به عن نفسه إنما هو خبر عن ذاته لا يجوز أن يخص من ذلك إخبار واحد البتة، فالسامع قد أحاط علمًا بأن الخبر إنما هو عن ذات المخبر عنه ويعلم المتكلم بذلك لم يحتج أن يقول: إنه بذاته فعل وخلق واستوى، فإن الخبر عن مسمى اسمه وذاته وهذا حقيقة الكلام ولا ينصرف إلى غير ذلك إلا بقرينة ظاهرة تزيل اللبس وتعين المراد، فلا حاجة بنا أن نقول: استوى على العرش بذاته وينزل إلى السماء بذاته، كما لا يحتاج أن نقول: خلق بذاته وقدر بذاته وسمع وتكلم بذاته، وإنما قال ائمة السنة ذلك إبطالًا لقول المعطلة.أهـ

وقال أيضا كما فى"مختصر الصواعق ج2ص385":وأختلف أهل السنة فى نزول الرب تبارك وتعالى على ثلاثة أقوال: أحدها أنه ينزل بذاته وهو قول الامام أبى القاسم التيمي وهو من أجل الشافعية له التصانيف المشهورة كالحجة فى بيان المحجة وكتاب الترغيب والترهيب وغيرهما وهو متفق على امامته وجلالته قال شيخنا: وهذا قول طوائف من أهل الحديث والسنة والصوفية والمتكلمين وروى فى ذلك حديث مرفوع لايثبت رفعه قال أبو موسى المديني: إسناده مدخول وفيه مقال وعلى

بعضهم مطعن لاتقوم بمثله الحجة ولايجوز نسبة قوله الى رسوله صلى الله عليه وسلم وإن كنا نعتقد صحته إلا أن يرد بإسناد صحيح؛ وقالت طائفة منهم: لاينزل بذاته؛ وقالت فرقة اخرى: نقول ينزل ولانقول بذاته ولا بغير ذاته بل نطلق اللفظ كما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسكت عما سكت عنه.أهـ

قال ابن عثيمين كما فى"شرح مقدمة المجموع ص212": ... كما أنكر بعض العلماء لاتقول استوى على العرش بذاته الاحسن أن تقول كما أطلق الله عز وجل؛ولكن إذا ابتلينا بشخص يقول: استوى على العرش يعنى استولى لابد أن نقول بذاته ينزل الى السماء الدنيا يقول لاتقل بذاته ماقاله الرسول عليه الصلاة والسلام بدعةهذا، نقول: هذا لاشك أن الاولى أن لانقولها لكن إذا ابتلينا بمن يقول: ينزل أمره أو ملك من ملائكته لابد أن نقول بذاته ثم لدينا قاعدة: كل فعل رفعه الله الى نفسه والفاعل هو الله فالمراد به ذاته هذه قاعدة عامة كل فعل أضافه الله الى نفسه فالمراد نفسه، خلق السماوات والارض من؟ الله نفسه، يعلم مافى السماوات الله نفسه وهذا أمر مايحتاج إلى اقامة الدنيا عليه .... أهـ

وجزيتم خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير