تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثاني - أن المملوك يدخله من ذلك شئ في استصغاره بتلك التسمية، فيحمله ذلك على سوء الطاعة.

وقال ابن شعبان في " الزاهي ": " لا يقل السيد عبدي وأمتي ولا يقل المملوك ربي ولا ربتي " وهذا محمول على ما ذكرناه.

وقيل: إنما قال صلى الله عليه وسلم " لا يقل العبد ربي وليقل سيدي " لأن الرب من أسماء الله تعالى المستعملة بالاتفاق، وأختلف في السيد هل هو من أسماالله تعالى أم لا؟ فإذا قلنا ليس من أسماء الله فالفرق واضح، إذ لا التباس

ولا إشكال، وإذا قلنا إنه من أسمائه فليس في الشهرة ولا الاستعمال كلفظ الرب، فيحصل الفرق.

وقال ابن العربي: يحتمل أن يكون ذلك جائزا في شرع يوسف عليه السلام، انتهى.

فالنهي عنه للتنزيه في بعض المواطن من باب التأدب في الألفاظ،وليس فيه دليل على صرف معنى الآيات والأحاديث الصحيحة الواردة في صفات الله تعالى لغير معنها، فهذا الحديث لامدخل له في الصفات وإنما هو من باب التأدب في الألفاظ.

فالله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه عن صفات كثيرة له يجب علينا أن نؤمن بها كمثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فأخبرنا تعالى أنه استوى على عرشه فيجب أن نؤمن بذلك بدون تحريف ولاتشبيه

وأخبرنا الله تعالى أن له يدان كما قال تعالى (لما خلقت بيدي) فيجب علينا أن نؤمب بأن لله تعالى يدان تليق به ولايجوز لنا صرفها عن ظاهرها بحجة التنزيه ونحو ذلك من الحجج الواهية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية

ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه و سلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل (1) بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته (2) ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه (3) لأنه سبحانه لا سمي (4) له ولا كفو له ولا ند له (5) ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدوقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فإنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما - أي لا يكرثه ولا يثقله (6) - وهو العلي العظيم) ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وقوله سبحانه: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) وقوله سبحانه: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) وقوله (وهو العليم الحكيم) (وهو الحكيم الخبير) (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها) - (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) وقوله: (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) وقوله: (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) وقوله: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وقوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقوله: (إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) وقوله: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) - (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) وقوله: (أحلت لكم بهيمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير