[متى رفع عذاب الاستئصال عن الأمم (من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله)]
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 03 - 03, 09:37 ص]ـ
قال رحمه الله تعالى في تفسير سورة المؤمنون
"ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ "
أي: ثم أنشأنا من بعد هؤلاء المكذبين المعاندين, قرونا آخرين, كل أمة في وقت مسمى, وأجل محدود, لا تتقدم عنه ولا تتأخر. وأرسلنا إليهم رسلا متتابعة, لعلهم يؤمنون ويبينون. فلم يزل الكفر والتكذيب, دأب الأمم العصاة, والكفرة البغاة كلما جاء أمة رسولها, كذبوه, مع أن كل رسول يأتي من الآيات, ما يؤمن على مثله البشر. بل مجرد دعوة الرسل وشرعهم, يدل على حقية ما جاءوا به. " فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا " بالهلاك, فلم يبق منهم باقية, وتعطلت مساكنهم من بعدهم. " وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ " يتحدث بهم من بعدهم, ويكونون عبرة للمتقين, ونكالا للمكذبين, وخزيا عليهم مقرونا بعذابهم. " فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ " ما أشقاهم!! وتعسا لهم, ما أخسر صفقتهم!!. مر علي منذ زمان طويل, كلام لبعض العلماء لا يحضرني الآن اسمه, وهو أنه بعد موسى ونزول التوراة, رفع الله العذاب عن الأمم, أي: عذاب الاستئصال, وشرع للمكذبين المعاندين بالجهاد, ولم أدر من أين أخذه. فلما تدبرت هذه الآيات, مع الآيات التي في سورة القصص, تبين لي وجهه. أما هذه الآيات, فلأن الله, ذكر الأمم المهلكة المتتابعة على الهلاك. ثم أخبر أنه أرسل موسى بعدهم, وأنزل عليه التوراة, فيها الهداية للناس. ولا يرد على هذا, إهلاك فرعون, فإنه قبل نزول التوراة. وأما الآيات التي في سورة القصص, فهي صريحة جدا. فإنه لما ذكر هلاك فرعون قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " فهذا صريح أنه آتاه الكتاب بعد هلاك الأمم الباغية. وأخبر أنه أنزله بصائر للناس, وهدى ورحمة. ولعل من هذا, ما ذكر الله في سورة "يونس" من قولة "ثم بعثنا من بعده" أي من بعد نوح "رسلا إلى قومهم فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين ثم بعثنا من بعدهم موسى وهرون" الآيات والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 03 - 03, 11:03 م]ـ
فائدة نفيسة.
أحسن الله إليك شيخنا.
ـ[سابق1]ــــــــ[03 - 03 - 03, 02:35 ص]ـ
أظن ابن كثير ذكره ..
والشيخ ابن سعدي رحمه الله، كان يملي التفسير من حفظه فيما ذكر ..
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[03 - 03 - 03, 02:36 م]ـ
هذه المقولة مرت بي قريباً لغير المُفسرين (ابن كثير والسعدي)
واظنها لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الجهاد _ (على الغالب)
ولا غرو فسواقيهما من بحره
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 03 - 03, 04:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[04 - 01 - 04, 07:13 ص]ـ
ذكرها ابن كثير في تفسيره لسورة القصص
قول الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {43}
قال: بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:31 ص]ـ
ألا يتعارض هذا القول مع دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألا تُأخذ أمته بسنة عامة؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:38 ص]ـ
الآية ليس فيها التصريح برفع عذاب الاستئصال بل فيها أنه أنزل التوراة بعد أن عذب قوما آخرين به.
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
لأن الله تعالى بعث ملك الجبال ليطبق على أهل مكة الأخشبين، فكيف يكون قد رفع قبلها
أما التصريح برفعه فقد كان في الآية التي قيلت في حق نبينا صلى الله عليه وآله وسلم:
قال تعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
ثم أنه كان من أسباب عدم إنزال الآيات المحسوسة المعجزة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
ثم أختم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ودعوت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها
هذا وفي الباب أحاديث أخرى فلتراجع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 - 01 - 04, 09:14 ص]ـ
إن كان ابن كثير قاله، فكلاهما (السعدي وابن كثير) فيما يغلب على الظن أنه أخذه من الشيخ الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد ذكر هذه الفائدة التاريخية النفيسة في كتابه الكبير (الجواب الصحيح) وبالإمكان الرجوع إليها لتحديد موضعها من الكتاب؛ لأنه ليس بين يدي الآن،والرجوع إليها ـ عن طريق الحاسب ـ سهل بحمد الله.
¥