تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول (عقاب): (فهذا الذي تسمونه "عدم احترام"، هو ما نسميه "كل الإحترام لديننا ولربنا ولنبينا" دون مداهنة لأحد، كما سبقنا فيها ابن تيمية وابن أبي ذئب والشعبي وكل العدول، الذين يعجبون البعض تارة، وتارة ينكرونهم. وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.) انتهى.

وهنا لي وقفة مع بعض الإسرائيليات التي أخذ بها بعض العلماء خطأً مما يخالف شرعنا فأقول:

أولاً: موقف الصحابة والتابعين من رواية هذه الإسرائيليات بحاجة إلى تحرير من العلماء، أقول هذا لأن الشيخ محمد أبو شهبة وغيره عاب على بعض العلماء رواية هذه الإسرائيليات ولكن لم يجب الشيخ عن سبب رواية الصحابة لها بل وباعترافه بأن بعضها صحيح سنده إلى الصحابة بل عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذكره ما ورد في قصة هاروت وماروت - بل وظاهر كلامه أنه قاله معتقداً له خطأً -.

قال الشيخ أبو شهبة: (وإذا كان بعض العلماء المحدثين مال إلى ثبوت هذه الروايات التي لا نشك في كذبها، فهذا منه تشدد في التمسك بالقواعد، من غير نظر إلى ما يلزم من الحكم بثبوت ذلك من المحظورات، وأنا لا أنكر أن بعض أسانيدها صحيحة أو حسنة، إلى بعض الصحابة أو التابعين، ولكن مرجعها ومخرجها من إسرائيليات بني إسرائيل وخرافاتهم، والراوي قد يغلط، وبخاصة في رفع الموقوف، وقد حققت هذا في مقدمات البحث، وأن كونها صحيحة في نسبتها لا ينافي كونها باطلة في ذاتها، ولو أن الانتصار لمثل هذه الأباطيل يترتب عليه فائدة ما لغضضنا الطرف عن مثل ذلك، ولما بذلنا غاية الجهد في التنبيه إلى بطلانها، ولكنها فتحت على المسلمين باب شر كبير، يجب أن يغلق.) ص 164 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، والشيخ لم يذكر السبب في رواية الصحابة لهذه الإسرائيليات، وقد استحسنت ما قاله الشيخ الدكتور مساعد الطيار: (مما يحسن توجيه النظر إليه في هذا المبحث، أن بعض المعاصرين قد شنّ غارة على وجود مرويات بني إسرائيل في تفسير الصحابة، وعدّ ذلك من عيوب تفسيرهم.

والذي يجب التنبّه له أن الحديث عن الإسرائيليات يَطَال سلف الأمة من المفسرين: صحابةً، وتابعين، ولقد كان هؤلاء أعلم الناس بالتفسير، وأعظم الذائدين عن الدين كل تحريف وبطلان.

لقد تجوّز سلف هذه الأمة في رواية الإسرائيليات، أفلم يكونوا يعرفون حكم روايتها ومنزلتها في التفسير؟.

ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!، وإذا كان ذلك كذلك؟ فما الضرر من روايتها؟.

ألا يكفي المفسر بأن يحكم على الخبر بأنه إسرائيلي، مما يجعله يتوقف في قبول الخبر؟.

إن بحث (الإسرائيليات) يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتعلق بمنهج سلف الأمة في روايتهم لها .. ) انتهى.

وهنا أسأل من يسمي ما نقله المفسرون من الإسرائيليات بأنه كذب منهم، هل ابن عمر رضي الله عنهما كذّاب أيضاً؟ فإن قالوا نعم فقد اقتحموا باب زندقة – تُراجع كتب اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم -، وإن قالوا لا، قلنا كذلك المفسرون.

ثانياً: بعض ما رجحه الأئمة الطبري والبغوي وبعض ما ذكره القرطبي مما يطعن في عصمة الأنبياء والذي يتخذه أبو عرفة ذريعةً (سلماً) لسب العلماء فأقول رداً عليه:

بداية ينبغي تحرير اعتقاد أهل السنة في عصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة وأهل الحديث والتفسير وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية وكثير من أهل الكلام كجمهور الاشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) بعد أن قال لهما (ألم أنهكماعن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) وقوله تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) مع أنه عوقب باخراجه من الجنة وهذه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير