[هل من مجيب لما اشكل علي بالنسبه لتأويل احد الدعاة لصفة من صفات الله عز وجل]
ـ[بن غنيم الجهني]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:03 ص]ـ
احد الدعاة الى الله قال في احدى محاضراته وهي بعنوان المحبه بعدما استرسل في الأسباب الجالبه لمحبة الله قال مانصه: قال النبي صلى الله عليه وسلم {ماضحك الله لعبد مثل ماضحك لعبد قام من الليل يتلوا القران. وفي روايه: ماضحك الله لنبي} قال: وضحك الله يعني رضاه ورحمته. انتهى والمعلوم عند اهل السنه امرار صفات الله عز وجل كما جاءت من غير تكييف ولاتمثيل ولاتشبيه ولاتعطيل. فهل قال احد من السلف بمثل ماقاله اخينا في الله وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:20 ص]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
" وأما ضحك الرب فإنه معنى الله أعلم بحقيقته، لكن دلت موارده على أنه يتضمن الرحمة والرضا، كما في حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، وحديث فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، ولهذا قال الأعرابي: لن نعدم من رب يضحك خيراً. " اهـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183&highlight=%E1%DE%C7%C1+%DD%D6%ED%E1%C9+%C7%E1%C8%D 1%C7%DF
قلت: و يجب إثبات صفة الضحك لله على ما يليق بجلاله تعالى و انه يتضمن الرحمة و الرضا و لا يعني ذلك نفي حقيقته , فليس معناه الرحمة و الرضا بل هذا متضمن منه كما ذكر الشيخ عبدالرحمن البراك , و الله أعلم
ـ[بن غنيم الجهني]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:10 ص]ـ
أخي المقدادي جزاك الله خيرا ونفع بعلمك أليس الاقرب الى الصواب والبعد عن خطر التاويل والابتعاد عن مصائد الاشاعره امرار ماجاء عن الله كما جاء من دون ان نتعرض له بتلميح او تشبيه حتى لانفتح المجال لاهل الكلام لنشر معتقدهم. هذا ماارت ايراده وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم بن غنيم الجهني وفقني الله وإياك
إضافة غلى ما ذكره الشيخ الكريم المقدادي وفقه الله أقول:
1 - قال ابن خزيمة _ رحمه الله _ في كتاب التوحيد (2/ 563): (باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل بلا صفة تصف ضحكة جل ثناؤه لا ولا يشبه ضحكة بضحك المخلوقين وضحكهم كذلك بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي ونسكت عن صفه ضحكة جل وعلا إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكة لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي مصدقون بذلك بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)
2 - وقال الدارمي رحمه الله في الرد على بشر المريسي (2/ 769 - 777): (باب إثبات الضحك
ثم أنشأ المعارض أيضا منكرا أن الله يضحك إلى شيء ضحكا هو الضحك طاعنا على الروايات التي نقلت عن رسول الله يفسرها أقبح التفسير ويتأولها أقبح التأويل
فذكر منها حديث أبي موسى عن النبي أنه قال يتجلى ربنا ضاحكا يوم القيامة وأيضا حديث أبي رزين العقيلي أنه قال يا رسول الله أيضحك الرب فقال نعم فقال لن نعدم من رب يضحك خيرا و حديث جابر أيضا عن النبي في ضحك الرب.
فادعى المعارض في تفسير الضحك أن ضحك الرب رضاه ورحمته وصفحه عن الذنوب ألا ترى أنك تقول رأيت زرعا يضحك.
فيقال لهذا المعارض قد كذبت فيما رويت عن النبي في الضحك شبهت ضحكه بضحك الزرع لأن ضحك الزرع ليس بضحك إنما هو خضرته ونضارته فجعل مثلا للضحك فعمن رويت هذا التفسير من العلماء أن ضحك الرب رضاه ورحمته فسمه وإلا فأنت المحرف قول رسول الله بتأويل ضلال إذ شبهت ضحك الله الحي القيوم الفعال لما يشاء ذي الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير بضحك الزرع الميت الذي لا ضحك له ولا قدرة له ولا يقدر على الضحك وإنما ضحكه يمثل وضحك الله ليس يمثل.
ويحك إن ضحك الزرع نضارته وزهرته وخضرته فهو أبدا ما دام أخضر ضاحك لكل أحد للولي والعدو ولمن يسقيه ولمن يحصده لا يقصد بضحكه إلى شيء والله يقصد بضحكه إلى أوليائه عندما يعجبه فعالهم ويصرفه عن أعدائه فيما يسخطه من أفعالهم فالدليل من فعل الله أنه يضحك إلى قوم ويصرفه عن قوم أن ضحك الزرع مثل على المجاز وضحك الله أصل وحقيقة للضحك ويضحك كما يشاء والزرع أبدا نضارته وخضرته التي سميته ضحكا قائم أبدا حتى يستحصد.
وأما قولك إن ضحكه رضاه ورحمته فقد صدقت في بعض لأنه لا يضحك إلى أحد إلا عن رضى فيجتمع منه الضحك والرضا ولا يصرفه إلا عن عدو وأنت تنفي الضحك عن الله وتثبت له الرضا وحده ولئن جزعت من حديث أبي موسى عن النبي في الضحك حتى نفيته عن الله بمعنى ضحك الزرع مالك من راحة فيما روى عنه ابن مسعود رضي الله عنه مما يكذب دعواك ويستحيل به تفسيرك:
حدثناه موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال آخر رجل يدخل الجنة يمشي يكبو على الصراط وتسفعه النار مرة فإذا جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي أنجاني منك فترفع له شجرة فيقول يا رب أدنني منها فيدنيه حتى إنه ليقول له يا ابن آدم أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها فيقول يا رب أتستهزئ بي وأنت رب العالمين فضحك ابن مسعود ثم قال ألا تسألني مم ضحكت هكذا فعل رسول الله ضحك ثم قال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك فقال من ضحك رب العالمين منه حين يقول أتستهزئ بي فيقول الله إني لا أستهزئ بك ولكني على ما أشاء قادر فيدخله الجنة.
أفلا تسمع أيها المعارض من قول رسول الله من ضحك رب العالمين منه أنه لا يشبه ضحك الزرع لأنه يقال للزرع يضحك ولا يقال يضحك من أحد ولا من أجل أحد وإنا لم نجهل مجاز هذا في العربية ولكنه على خلاف ما ذهبت إليه فقد سمعنا قول الأعشى وفهمنا معناه وهو من معنى ضحك الرب بعيد إذ يقول:
ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بغميم النبت مكتهل
الزرع ما دام أخضر فهو مضاحك الشمس أبدا لا يخص بضحكه أحدا ولا يصرفه عن أحد والله يضحك إلى قوم ويصرفه عن آخرين ..... )
وينظر: الحجة في بيان المحجة لقوام السنة (1/ 429) مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 121) الصواعق المرسلة (1/ 236)
¥