تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فهل هذا ما ذهب إليه ابن عابدين؟ للعرض والتعليق]

ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 03:51 ص]ـ

المتن:

{ولعمري .... }

الشرح:

{قوله (ولعمري): قال في المغرب: العمر بالضم والفتح: البقاء، إلا أن الفتح غلب في القسم حتى لا يجوز فيه الضم، يقال لعمرك ولعمر الله لأفعلن، وارتفاعه على الابتداء وخبره محذوف اهـ: أي قسمي أو يميني، والواو فيه للاستئناف واللام للابتداء.

قال في القاموس: وإذا سقط اللام نصب انتصاب المصادر، وجاء في الحديث النهي عن قول لعمر الله اهـ.

قال الحموي في حاشية الأشباه: فعلى هذا ما كان ينبغي للمصنف أن يأتي بهذا القسم الجاهلي المنهي عنه اهـ.

وفي شرح النقاية للقهستاني: لا يجوز أن يحلف بغير الله تعالى، ويقال لعمر فلان، وإذا حلف ليس له أن يبّر، بل يجب أن يحنث، فإن البرّ فيه كفر عند بعضهم كما في كفاية الشعبي اهـ.

أقول: لكن قال فاضل الروم حسن جلبي في حاشية المطول: قوله لعمري يمكن أن يحمل على حذف المضاف: أي لواهب عمري، وكذا أمثاله مما أقسم فيه بغير الله تعالى كقوله تعالى {والشمس} [سورة الشمس: 1] {والليل} [سورة الشمس: 2] {والقمر} [الشمس: 3] وظائره: أي ورّ الشمس إلخ.

ويمكن أن يكون المراد بقولهم لعمري وأمثاله ذكر صورة القسم لتأكيد مضمون الكلام وترويجه فقط، لأنه أقوى من سائر المؤكدات، وأسلم من التأكيد بالقسم بالله تعالى لوجوب البرّ به، وليس الغرض اليمين الشرعي وتشبيه غير الله تعالى به في النعظيم حتى يردّ عليه أن الحلف بغير اسمه تعالى وصفاته عز وجل مكروه كما صرح به النووي في شرح مسلم، بل الظاهر من كلام مشايخنا أنه كفر إن كان باعتقاده أنه حلف يجب البرّ به، وحرام إن كان بدونه كما صرح به بعض الفضلاء، وذكر صورة القسم على الوجه المذكور لا بأس به، ولهذا شاع بين العلماء، وكيف وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((قد أفلح وأبيه)) وقال عز من قائل {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} [الحجر: 72]

فهذا جرى على رسم اللغة، وكذا إطلاق القسم على أمثاله اهـ}

كتاب: رد المحتار (لابن عابدين) على الدر المختار (للحصكفي) شرح تنوير الأبصار (للتِّمرتاشي)

دار الكتب العلمية - ط 1 - 1415 هـ - ص: 91، 92

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير