تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال للأهل الحديث و النظر.]

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 07, 07:26 م]ـ

هل علم الكلام مذموم مطلقا؟.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم أبو حزم فيصل الجزائري وفقني الله وإياك

قبل الحكم على علم الكلام لا بد أن نعرف ما المراد به حتى يصح الحكم عليه

- يقول العضد الإيجي في كتابه المواقف (1/ 31) في تعريف علم الكلام: (علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبهة.

والمراد بالعقائد ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد فإن الخصم وإن خطأناه لا نخرجه من علماء الكلام)

وعرفه ابن خلدون في مقدمته (ص 458) بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية و الرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف و أهل السنة)

وهذان التعريفان يتفقان في كون الكلام علم يقوم على غثبات العقائد عن طريق الأدلة العقلية إلا أنهما يختلفان في هذه العقائد فالإيجي يدخل في ذلك جميع العقائد التي ينسبها اصحابها إلى الإسلام حتى وإن كانت باطلة وابن خلدون يقصر ذلك على العقائد الصحيحة.

والأظهر في تعريفه ما ذهب غليه الإيجي؛ لأن أهل هذا العلم منه الصحيح ومنه الباطل وأتباعهم منهم المتبع ومنهم المبتدع المنحرف عن سبيل السلف.

سؤال: لماذا سمي علم الكلام بهذا الاسم؟

الجواب: اختلف في سبب ذلك على اسباب كثيرة أشهرها:

1 - أنهم كانوا يدرون الكلام على كل مسألة بقولهم: الكلام في كذا وكذا.

2 - أن يكسب صاحبه القدرة على الكلام في المناظرات والجدال وإلزام الخصم كما هو الحال في المنطق و الفلسفة.

3 - أن اول مسألة تكلم فيها مسألة كلام الله واستبعد هذا شيخ افسلام ابن تيمية؛ لن علم الكلام ظهر وذمه السلف قبل ظهور مسألة الكلام كما هو معروف.

4 - أنه اكثر العلوم نزاعاً واختلافا وخصومة وكلاماً بخلاف غيره.

وقيل غير ذلك من الأسباب.

نأتي الآن للجواب عن السؤال وهو هل علم الكلام مذموم مطلقاً؟

والجواب أن الكلام في المور الشرعية على نوعين:

1 - كلام بحق يوافق الشرع والعقل.

2 - كلام بباطل يخالف الشرع والعقل والجدال والخوض فيما لا يجوز الخوض فيه من العقائد بالطرق العقلية والإعراض عن كلام الله وكلام رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو حال أهل الأهواء والبدع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والسلف لم يذموا جنس الكلام فان كل آدمى يتكلم ولا ذموا الاستدلال والنظر والجدل الذى أمر الله به رسوله والاستدلال بما بينه الله ورسوله بل ولا ذموا كلاما هو حق بل ذموا الكلام الباطل وهو المخالف للكتاب والسنة وهو المخالف للعقل أيضا وهو الباطل فالكلام الذى ذمه السلف هو الكلام الباطل وهو المخالف للشرع والعقل) مجموع الفتاوى (13/ 147) " الفرقان بين الحق والباطل "

وقال رحمه الله: (والسلف إذا ذموا أهل الكلام وقالوا علماء زنادقة وما ارتدى احد بالكلام فافلح فلم يريدوا به مطلق الكلام وإنما هو حقيقة عرفية فيمن يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين ... ) مجموع الفتاوى (12/ 460)

وقال أيضاً: (فالسلف ذموا أهل الكلام الذين هم أهل الشبهات والأهواء لم يذموا أهل الكلام الذين هم أهل كلام صادق يتضمن الدليل على معرفة الله تعالى وبيان ما يستحقه وما يمتنع عليه ولكن قد يورث شبهة وهوى) درء تعارض العقل والنقل (3/ 374)

وقال أيضاً: (هذه الطرق المبتدعة في الإسلام في إثبات الصانع التي أحدثها المعتزلة والجهمية وتبعهم عليها من وافقهم من الأشعرية وغيرهم من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم قد طعن فيها جمهور العقلاء فكما طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم وذموا أهل الكلام بها .. ) درء تعارض العقل والنقل (4/ 3)

وينبغي أن يعلم أن هذا عام في جميع مسائل العقيدة لا كما ظنه بعضهم أنه خاص بالقدر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير