وقد يعتقد بعض الناس ان القتل او التعذيب مطروحٌ كخيار امام المكره وهذا غير صحيح لانه لو كان خيارا مقبولا عند النفس البشرية لما رخص الله فى أظهار الكفر به عند الاكراه على القتل او التعذيب
ولما كان من اخذ بالعزيمة واختار القتل او التعذيب على أظهار الكفر بالله أعظم اجرا عند الله بالاجماع.
ولان القتل فيه تفويتا لمصلحة اكبر وهى اقامة دين الله فى الارض ولان النفس البشرية مجبولة كما ذكرنا على كراهة القتل او التعذيب والأذى بصورة عامة.
وبأختصار ولو كان القتل مطروحا كخيار مقابل أظهار الكفر بالله لما وجد هذا الباب فى كتب الفقهاء اصلا وأقصد باب الاكراه.
وأما الاكراه الذى يكون فيه خيارين مقابل القتل او التعذيب فهذا ليس اكراه ملجئ مثل الذى ذكره بن عبد البر فى التمهيد فقال
*- إن لم تكفرأو تقتل زيدا وإلا قتلتك.
اى انه يملك خيارين فى مواجهة القتل.
الاول _ان تكفر.
والثانى _ ان تقتل زيدا.
خيارين فى مواجهة ماتكرهه النفس البشريه التى جبلها الله على حب الحياة
ولهذا كانت الشهادة فى سبيل الله عظيمة عند الله لان النفس تكرهها.
وهذا الاكراه قال فيه بن عبد البر انه.
غير ملجئ.
واما الاكراه الاخر وهو المعتبر فى اظهار الكفر وهو الذى لايكون عند الشخص فيه الا خيار واحد فى مواجهة ماهدده به من قتل اوقطع او ضرب شديد متلف لاحد الاعضاء
وهذا مايسمى عند العلماء
بالاكراه الملجئ
اذا ماهو الاكراه الملجئ ولماذا سمى ملجئ او تام وهل هناك سبب لهذه التسميه ام انها فقط مجرد تسميه؟؟؟؟؟
اولا لنعرف معنى التلجئه لغةً.
جاء فى لسان العرب
[جزء 1 - صفحة 152]
(لجأ) لَجَأَ إِلى الشيء والمَكان يَلْجَأُ لَجْأً ولُجُوءاً ومَلْجَأً ولَجِئَ لَجَأً والْتَجَأَ وأَلْجأْتُ أَمْري إِلى اللّه أَسْنَدتُ وفي حديث كَعْب رضي اللّه عنه مَن دَخَل في ديوان المُسلِمِين ثمَ تَلجَّأَ منهم فقد خَرج من قُبَّة الإِسْلامِ يقال لَجَأْتُ إِلى فلان وعنه والتَجَأْتُ وتَلجَّأْتُ إِذا اسْتَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ به أَو عَدَلْتَ عنه إِلى غيره كأَنه إِشارةٌ إِلى الخُروج والانْفراد عن المسلمِين واَلْجَأَه إِلى الشيءِ اضْطَرَّه إِليه وأَلْجَأَه عَصَمه والتَّلْجِئةُ الإِكْراهُ أَبو الهيثم التَّلْجِئةُ أَنْ يُلْجئَكَ أَن تَأْتِيَ أَمْراً باطِنُه خِلافُ ظاهره وذلِكَ مِثْلُ إِشْهادٍ على أَمْرٍ ظاهِرُه خِلافُ باطِنِه وفي حديث النُّعْمانِ بن بَشِير هذا تَلْجِئةٌ فأَشْهِدْ عليه غَيْرِي التَلْجِئة تَفْعِلة من الإِلْجَاءِ كأَنه قد أَلْجَأَكَ إِلى أَنْ تَأْتِيَ أَمراً باطِنُه خلافُ ظاهره وأَحْوَجَك إِلى أَن تَفْعَل فِعلاً تَكْرَهُه
القاموس المحيط
[جزء 1 - صفحة 65]
لَجَأَ إليه كمنع وفرِحَ: لاذَ كالْتَجَأَ. وأَلْجَأَهُ: اضْطَرَّهُ و أَمْرَهُ إلى اللَّهِ قَيْلٌ. والتَّلْجِئَةُ: الا كراه
مختار الصحاح
[جزء 1 - صفحة 612]
[لجأ] ل ج أ: لَجَأ إليه يلجأ مثل قطع يقطع لَجَأً بفتحتين و مَلْجَأ و الْتَجَأَ مثله و التَّلْجِئَة الإكراه و ألْجَأَه إلى كذا اضطره إليه و أَلْجَأ أمره إلى الله أسنده
كتاب العين
[جزء 6 - صفحة 178]
لجأ:
لَجَأَ فلانٌ إلى كذا مَلْجَأً ولَجْأً
وهو يَلْجَأُ ويَلْتَجِئُ
وأَلْجَأَنا الأَمْرُ إلى كذا
أي: إضطّرني إليه
قال القرطبى فى تفسيره
ج 8 ص 149
والملجأ الحصن عن قتادة وغيره ابن عباس: الحرز وهما سواء يقال: لجأت إليه لجأ (بالتحريك) وملجأ والتجأت إليه بمعنى والموضع أيضا لجأ وملجأ
والتلجئة الإكراه وألجأته إلى الشيء اضطررته إليه وألجأت أمري إلى الله أسندته
وبعد ان عرفنا معناه لغةً
ماهو المعنى الشرعى للاكراه الملجئ.؟؟
او ماهو الاكراه الملجئ عند العلماء .. ؟
تعريف الاكراه الملجئ عند العلماء
وضحه بن عبد البر بعبارة مختصره نذكرها ونذكر غيرها من بعدها
قال بن عبد البر فى التمهيد
[جزء 1 - صفحة 120]
الإكراه إن كان ملجئا وهو الذي لا يبقى للشخص معه قدرة ولا اختيار
وقال عنه الشوكانى فى السيل الجرار
جزء 4 - صفحة 409
وأما قوله وبالإكراه فوجهه واضح
إذا بلغ الحد الذي يصير به الفعل منه كلافعل وأما لو بقي له فعل فلا يجوز كما تقدم في باب الإكراه
وذكره البزودى فى اصوله فقال
¥