تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو دليل على جواز التكلم بالكفر عند الإكراه وإن كان الأفضل أن يتجنب عنه إعزازا للدين كما فعله أبواه لما [روي أن مسيلمة أخذ رجلين فقال لأحدهما: ما تقول في محمد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما تقول في فقال: أنت فخلاه وقال للآخر ما تقول في محمد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فما تقول في؟ قال: أنا أصم فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه فقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما الأول فقد أخذ رخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئا له

تفسير أبي السعود

[جزء 5 - صفحة 143]

ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين (107) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون (108)

النحل 107 108

روى أن قريشا أكرهوا عمارا وأبويه ياسرا وسمية على الارتداد فأباه أبواه فربطوا سمية بين بعيرين ووجئت بحربة في قبلها وقالوا إنما أسلمت من أجل الرجال

فقتلوها وقتلوا ياسرا

وهما أول قتيلين في الإسلام وأما عمار فأعطاهم بلسانه ما أكرهوا عليه فقيل يا رسول الله إن عمارا كفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إن عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه وقال مالك إن عادوا لك فعد لهم بما قلت

وهو دليل على جواز التكلم بكلمة الكفر عند الإكراه الملجئ وإن كان الأفضل أن يتجنب عنه إعزازا للدين كما فعله أبواه وروى أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين فقال لأحدهما ما تقول في محمد قال رسول الله قال فما تقول في قال أنت أيضا فخلاه وقال للآخر ما تقول في محمد قال رسول الله قال فما تقول في قال أنا أصم فأعاد ثلاثا فأعاد جوابه فقتله فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما الأول فقد أخذ برخصة وأما الثاني فقد صدع بالحق

وقال القرطبى فى تفسيره

فى ج10 ص170

من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم (106)

فيه إحدى وعشرون مسألة

قال ...... :

الثانية: قوله تعالى {إلا من أكره} هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر في قول أهل التفسير لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه [قال ابن عباس:

أخذه المشركون وأخذوا أباه وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم

وربطت سمية بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة وقيل لها إنك أسلمت من أجل الرجال

فقتلت وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين في الإسلام

وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن عادوا فعد] و [روى منصور بن المعتمر عن مجاهد قال أول شهيدة في الإسلام أم عمار قتلها أبو جهل وأول شهيد من الرجال مهجع مولى عمر] و [روى منصور أيضا عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه أبو طالب وأما أبو بكر فمنعه قومه

وأخذوا الآخرين فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ منهم الجهد كل مبلغ

من حر الحديد والشمس فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل ومعه حربة فجعل يسبهم ويوبخهم وأتى سمية فجعل يسبها ويرفث ثم طعن فرجها حتى خرجت الحربة من فمها فقتلها رضي الله عنها] قال وقال الآخرون ما سئلوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله فجعلوا يعذبونه ويقولون له ارجع عن دينك وهو يقول أحد أحد حتى ملوه ثم كتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف ودفعوه إلى صبيانهم يلعبون به بين أخشبي مكة حتى ملوه وتركوه قال فقال عمار: كلنا تكلم بالذي قالوا لولا أن الله تداركنا غير بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله فهان على قومه حتى ملوه وتركوه والصحيح أن أبا بكر اشترى بلالا فأعتقه

وقال ايضا .....

الثالثة: لما سمح الله عز وجل بالكفر به وهو أصل الشريعة

عند الإكراه ولم يؤاخذ به

حمل العلماء عليه فروع الشريعة كلها

فإذا وقع الإكراه عليها لم يؤاخذ به ولم يترتب عليه حكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير