تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنها: أن يتطلع لربوبية الله الخاصة ويتعرض لها ما استطاع ,ويلح على ربه بهذا الاسم ويناشد ربه على حال وفي كل حين أن يكون من أوليائه الذين غرس الرب كرامتهم بيده ,وسبقت لهم من ربهم الحسنى وزيادة , ويديم ذلك كما فعل أصفياؤه الذين أخبر عنهم ربهم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191] وملاحظة الربوبية الخاصة هو السر والله أعلم في دعاء الأنبياء وعباد الرحمن بهذا الاسم كثيرا , دون غيره.وملاحظة هذا المعنى عند الدعاء نافع جدا [8]

ومنها: أن يتقي العبد ربه فيمن ولاه عليهم، وألا يصف نفسه بأنه رب كذا تواضعا لربه وتوحيدا لله في اسمه ووصفه، وإن جاز أن يصفه غيره بذلك، فعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: (أن رَسُول اللهِ دَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: أَفَلاَ تَتَّقِى اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ التِي مَلكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَى إِلَىَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ) [9]

وأما النهي عن ذلك تواضعا لله؛ فقد ورد عند البخاري من حديث أَبِى هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه قال لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك , اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي) زاد أبوداود (وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّكُمُ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبُّ اللهُ عَزَّ وَجَل) [10].

*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. قسم القرآن وعلومه

11/ 3/1428


[1] تفسير الطبري 1/ 47 , النهاية في غريب الحديث1/ 179
[2] مدارج السالكين ج1/ص34
[3] تفسير السعدي 16
[4] طريق الهجرتين ج1/ص172
[5] مفتاح دار السعادة ج2/ص91
[6] في الصحيحين خ 447 م 86 تفسير ابن كثير ج1/ص58
[7] انظر: أسماء الله الحسنى د محمود الرضواني 5/ 168
[8] انظر:فتح الرحيم الملك العلام لابن سعدي 48
[9] أبو داود في الجهاد، ما يؤمر به من القيام على الدواب 3/ 23 (2548)، صحيح الترغيب (2269).
[10] صحيح البخاري ج2/ 901 ح2414أبو داود في الأدب، باب لا يقول المملوك ربي وربتي 4/ 294 (4975)، صحيح الجامع (7766).و انظر: أسماء الله الحسنى د محمود الرضواني 5/ 168.
** للاستزادة انظر النهج الأسنى لمحمد الحمود 1/ 409 , أسماء الله الحسنى د محمود الرضواني 5/ 168 ,تحقيق العبودية للدكتورة فوز الكردي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير