تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن أنس ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما دخل القرية قال: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميس يعني الجيش، قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية، فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال: ادعوه بها، فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: خذ جارية من السبي غيرها، قال: فأعتقها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتزوجها)) (107 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn107)) .

وعن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قال قال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك: ربي وربتي، وليقل المالك: فتاي وفتاتي، وليقل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون، والرب: الله عز وجل)) (108 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn108)) .

فهذه النصوص دالة على جواز إطلاق هذا اللفظ على المرأة، وإطلاق هذا اللفظ على المرأة مقيد بما قيد به إطلاقه على الرجل، فلا يجوز إطلاقه على المنافقة والكافرة والمبتدعة ونحوهنّ، لعموم النهي عن ذلك.

كما أنه لا ينبغي إطلاق مثل (ست الناس) و (ست العرب) و (ست العلماء) و (ست الكل) وما في حكمها، فقد سئل النووي ـ رحمه الله تعالى ـ عمن له بنت، فسماها، بأحد هذه الأسماء، فأجاب بأن هذه الألفاظ ألفاظ ليست عربية، بل هي باطلة من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع، فمكروهة كراهة شديدة، وينبغي لمن جهل وسمى به أن يغيره (109 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn109)) .

المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر

إن المنافق والكافر ومن في حكمهم قد نهي الله ـ تعالى ـ عن إعزازهم وإكرامهم بعد إذ أذلهم، وأمر ـ جل وعلا ـ بإصغارهم واحتقارهم وإذلالهم.

قال الله ـ تعالى ـ: â وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ? (110 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn110)) .

وقال ـ تعالى ـ: â قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ? (111 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn111)) .

وأمر ـ جل وعلا ـ بالغلظة عليهم، فقال ـ تعالى ـ: â يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ? (112 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn112)) .

قال الحافظ ابن كثير (ت 774) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((أمر ـ تعالى ـ رسوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بجهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة)) (113 ( http://www.iu.edu.sa/Magazine/122/3.htm#_ftn113)) .

ومخاطبتهم بهذه الألفاظ فيها من التودد والاحترام ما ليسوا جديرين به، فإذا قال لهم العبد المسلم ذلك، فقد أعزهم بعد إذ أذلهم الله، وأكرمهم بعد إذ أهانهم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير