تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكريم الأكرم جل جلاله (1)]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 11 - 07, 05:14 ص]ـ

الكريم الأكرم جل جلاله

* بقلم/ خالد بن محمد السليم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد

فالله سبحانه سمى نفسه بالكريم في موضعين من كتابه وبالأكرم في موضع واحد فكم في الدنيا والآخرة من شواهد كرمه وجوده فهو الذي عم الجميع فضله وإحسانه , وواصل على المخلوقات بره ونواله , بل كل ما في الكون إنما هو من شواهد جوده وإكرامه فهو الذي يعطي بغير حساب , وينعم وإن جحد به الجاحد , ويسدي بفير سؤال فكم نعمة أجراها لخلقه فبل سؤالهم , فأحسن صورهم , وأغدق أرزاقهم ,وحملهم في البر والبحر , قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء:70]، الذيلاينفدعطاؤه ولا ينقطع نواله، وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى.

فهو سبحانه أكرم الأكرمين فليس في الوجود كريم يسمو إلى كرمه ولا إنعام يرقى إلى إنعامه ولا عطاء يوازي عطاءه، فما أكرمه سبحانه [1]، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) [النحل:18].عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ) [2] ومن شواهد كرمه قبوله العمل من عبده المخلص له على يسره وقلته وينميه له ويشكره عليه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) [3] , والحسنة لا تكون عنده إلا عشرا ويضاعف إلى سبعمائة ضعف لمن يشاء فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ (جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَالَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ) [4] ويعطي من يخصهم بفضله إلى ما لا نهاية فيزيدهم على السبعمائة مع ما يكرمهم به من سعة أرزاقهم , وانشراح صدورهم , وطيب عيشهم, فإذا كان هذا عطاؤه في الدنيا فكيف سيكون عطاؤه لأوليائه في دار كرامته قال تعالى (و َمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) [5]

قال بن القيم:"فالله سبحانه غني حميد كريم رحيم , فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه يريد به الخير ويكشف عنه الضر , لا لجلب منفعة إليه سبحانه ولا لدفع مضرة , بل رحمة وإحسانا وجودا محضا. فإنه رحيم لذاته محسن لذاته جواد لذاته كريم لذاته , كما أنه غني لذاته قادر لذاته حي لذاته , فإحسانه وجوده وبره ورحمته من لوازم ذاته لا يكون إلا كذلك كما أن قدرته وغناه من لوازم ذاته فلا يكون إلا كذلك وأما العباد فلا يتصور أن يحسنوا إلا لحظوظهم" [6]

ومن معاني اسم الله الكريم سبحانه شرف الذات وعلو القدر , ومن معانيه أيضا أنه قابل للمعذرة , عفو عن الزلات , غافر للسيئات

"وهو سبحانه ذو الجلال والإكرام أي ذو العظمة والكبرياء والمجد الذي يعظم ويبجل ويجل لأجله والإكرام الذي هو سعة الفضل والجود الذي يكرم أولياءه وخواص خلقه بأنواع الإكرام الذي يكرمه أولياؤه ويجلونه ويعظمونه ويحبونه " [7]

الآثار

منها أن يقابل كرمه بشكره , وطاعته والتذلل له وهذا والله ليس بالأمر الهين ولا يوفق الله إليه إلا القلة الذين قال الله فيهم (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُور) [سبأ:ُ 13]. أما عامة الخلق فأعرضوا وتناسوا المنعم الكريم (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [غافر:61]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير