تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وملك الله وملكوته هو سلطانه وعظمته وعزه وسلطانه، والملكية المطلقة، والملك لله وحده لا يشركه أحد فإنه: «لا مالك إلاَّ الله» في الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، قال سبحانه: ? يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ?.سورة غافر، آية رقم:16 يقول صلى الله عليه وسلم: " يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيمينه، ثم يطوي الأرض يوم القيامة ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الدنيا؟ " [رواه البخاري (6515) ومسلم (2787)].

الآثار الإيمانية:

أدب الوقوف بين يدي الملك: إن من أعظم مقاصد الصلاة التواضع للملك العظيم، فاطر السموات والأرض، واستشعار عظمته وكبريائه وسعة ملكه.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته بالثناء على الله الملك، فاطر السموات والأرض،ويسأله العفو عن التقصير في حقه، والقصور في مايكون من أداء واجبه، ويسأله المباعدة عن الذنوب والخطايا مباعدة المشرق والمغرب وأن ينقي قلبه من المأثم وأن يغسله من الذنوب بالماء والثلج والبرد. يقول صلى الله عليه وسلم إذا افتتح صلاته قال: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد) رواه البخاري رقم 744 مسلم رقم 598.

وكان يقول أحيانا: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين سورة الأنعام / الآيتان 162 و 163 اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت وأهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك إنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك). رواه مسلم رقم 771. وكان عليه الصلاة والسلام يركع بين يدي الملك العظيم مالك الملك – ولا يُركعُ إلا له - فيقول في ركوعه الذي هو موضع تعظيم الملك العظيم -: (اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع قلبي وسمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين) رواه مسلم رقم 771.

وكان يجول بقلبه في ملكوت الله، وعظمته، وسعة ملكه، وسلطانه فيقول: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) رواه النسائي رقم 1049.

وإذا فرغ من صلاته عاد ليعتذر من ربه سبحانه ويدعوه ويثني عليه بأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد.

إنه لا ينفع ذا الغنى عند الله غناه، ولا ينفع ذا الملك عند الله ملكه.لا ينفع عند الله ولا يخلص من عذابه ولا يدني من كرامته جُدودُ بني آدم وحظوظُهم من الملك والرئاسة والغنى وطيب العيش وغير ذلك إنما ينفعهم عنده التقريب إليه بطاعته وإيثار مرضاته [4].

يتبع في الحلقة القادمة بإذن الله ....

* / كلية الشريعة وأصول الدين - جامعة القصيم - الدراسات العليا

22/ 5/1428

[1] ينظر: الفوائد، للإمام ابن القيم ص 28. بتصرف.

[2] ينظر: الفوائد ص 28.

[3] الصلاة وحكم تاركها، للإمام ابن القيم ص 204.

[4] ينظر: الصلاة وحكم تاركها، للإمام ابن القيم 1/ 207 بتصرف كثير واختصار.

ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[18 - 11 - 07, 01:33 م]ـ

جزاك الله خيرا

سؤال جانبي:

"مستويا على سرير ملكه"

ما معنى العبارة؟ هل الاستواء هنا العلو والارتفاع؟ وهل يصح التعبير؟

ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[20 - 11 - 07, 07:08 م]ـ

للرفع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير