إن علمي القاصر هو أن المؤمنين يرون الله تعالى في خمسة أو ستة مواضع, خمسة قبل دخول الجنة, ومن ثم بعد دخول الجنة ويراه المنافقون قبل دخول النار وهناك خلاف هل يراه الكفار ثم يحجبون أم لا. (أرجو تصحيح أي معلومة خاطئة) وأنا أسلم لجميع النصوص الثابتة وأعلم أن هذه الأمور من الغيبيات التي يجب الإيمان بها كما جاءت ولكن أريد فهم النصوص على ما قرره المحققون من أهل العلم والجمع بينها للفائدة وأيضا للدعوة.
الرؤية الأولى: من حديث مسلم (في صورة غير صورته التي يعرفون) فما الصورة التي يعرفون؟ وفي البخاري (صورة غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة)
ما القول الراجح المحقق في الرؤية أول مرة؟ وهل يشترك المنافقون والكفار في هذه المرة الأولى؟ وهل في هذه الرؤية تلذذ ونعيم؟ ومتى هي؟
الرؤية الثانية: حديث البخاري: (فيأتيهم الجبار في صورة غير الصورة ... ) وحديث مسلم: (أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها) ومن رواية لمسلم: ( .. فيقول أنا ريكم. فيقولون نعوذ بالله منك, هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا .. )
فهذه هي الرؤية الثانية وهي التي ينكرون فيها أنه هو الله لأنه في صورة غير التي كانت في الرؤية الأولى. وهذا يكون في الموقف, ويكون المنافقين مع المؤمنين لحديث مسلم: (فيها منافقوها) فيراه هنا المؤمن والمنافق. والظاهر أن ليس في هذه الرؤية تلذذ ولا نعيم لأنهم ينكرون أنه هو الله, ولأن المنافقين مع المؤمنين.
الرؤية الثالثة: كما في البخاري: ( .. فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون, فيقول لهم: أنا ريكم, فيقولون: أنت ربنا, فيتبعونه ... ) وفي رواية: ( .. هل بينكم وبينه علامة تعرفونها فيقولون نعم يوم يكشف عن ساق قال فيكشف الله عن ساقه .. )
والظاهر أن هذه الرؤية أيضا تكون للمؤمنين والمنافقين, وهل هي رؤية تلذذ ونعيم للمؤمنين؟
الرؤية الرابعة: كما في حديث البخاري: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجب) وفي رواية: (ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله، ليس بينه وبينه حجاب، ولا ترجمان يترجم له) فهذا الحديث فيه إثبات للرؤية, ولكن هل هي رؤية تلذذ ونعيم؟ فإن قيل نعم, قلت: كيف يكون تلذذ ونعيم وجاء أن الله يذكر العبد بذنوبه حتى يظن أنه هلك؟ وألا يشمل قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد .. ) جميع الخلق من مؤمن وكافر؟
الرؤية الخامسة: لقوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة)
وهذه الرؤية تكون في يوم القيامة أيضا, ولكن في أي موقف تكون؟ وهي للمؤمنين فهم يتلذذون ويتنعمون بها, فوجوههم ناضرة مشرقة ووجوه غيرهم باسرة خائفة. ولكن هذا التلذذ والنعيم يختلف عن الرؤية بعد دخول الجنة كما سيأتي.
الرؤية الأخيرة: لقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وتفسير الزيادة بالرؤية لحديث مسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)
والظاهر أن هذه الرؤية لم يعطوها من قبل, فتكون أحب شيء للمؤمنين لما فيها من التلذذ والنعيم الذي يفوق كل ما سبق.
أفيدونا بارك الله فيكم ...