تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الاستنتاج بعد قراءة رسالة ابن تيمية إلى أهل البحرين في رؤية الكفار ربهم:

إن رؤية الكفار فيها خلاف, والراجح اثباتها (للمنافقين) مرة أو مرتين ولا تكون نعيم بل عذاب, ويحجبون بعد ذلك.

أما رؤية المؤمنين بشكل عام فهي ثابتة في هذه المواضع:

الرؤية الأولى: في الموقف, يحشر الناس بعد أن يبعثوا من القبور. والدليل حديث أبي هريرة كما في صحيح مسلم: (سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب؟ ... (إلى أن قال) ... فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما ... الحديث) والدليل على أنها بعد البعث وهي أول رؤية هو الحديث المذكور في (الرؤية الثالثة) وجاء فيه: (فتخرجون من الأصوى ومن مصارعكم فتنظرون إليه وينظر إليكم ... الحديث)

ويبقى السؤال: هل هذه الرؤية فيها تلذذ ونعيم؟

الرؤية الثانية: عند لقاء الله كل واحد بمفرده, فيحاسبه الله تعالى, والدليل الحديث في البخاري: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجب)

وهنا يبقى تساؤلي: هل هي رؤية تلذذ ونعيم؟ فإن قيل نعم, قلت: كيف يكون تلذذ ونعيم وجاء أن الله يذكر العبد بذنوبه حتى يظن أنه هلك؟

الرؤية الثالثة: بعد الحساب ولقاء الله للحديث الذي قال عنه ابن تيمية: (حديث أبي رزين العقيلي - الحديث الطويل - قد رواه جماعة من العلماء وتلقاه أكثر المحدثين بالقبول وقد رواه ابن خزيمة في " كتاب التوحيد " " وذكر أنه لم يحتج فيه إلا بالأحاديث الثابتة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) وجاء في الحديث (قلت: يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم ولا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم فلعمر إلهك ما يخطئ وجه واحد منكم قطرة فأما المؤمن فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء؛ وأما الكافر فتخطمه مثل الحمم الأسود ... الحديث) والظاهر أن هذا الحديث يتفق مع الآية الكريمة: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) وبذلك يثبت النعيم والتلذذ هنا لنضرة الوجوه وبياضها خلاف الوجوه الباسرة السوداء .. ولكن يختلف هذا عن الرؤية الأخير بعد دخول الجنة. هل هذا الجمع صحيح؟

الرؤية الرابعة: بعد أن ينادى أن تتبع كل أمة ما كانت تعبد, يأتي الله في صورة غير الصورة الأولى. والدليل الحديث المتفق عليه: (فيأتيهم الجبار في صورة غير الصورة ... ) وحديث مسلم: (أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها) ومن رواية لمسلم: ( .. فيقول أنا ريكم. فيقولون نعوذ بالله منك, هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا .. )

ففي هذه الرؤية ينكرون أنه هو الله لأنه في صورة غير التي كانت في الرؤية الأولى. والظاهر أن ليس في هذه الرؤية تلذذ ولا نعيم لأنهم ينكرون أنه هو الله, ولأن المنافقين مع المؤمنين.

سؤال آخر: ما المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم: ( .. التي رأوه فيها أول مرة)؟ هل هي الرؤية الأولى أم الثانية أم الثالثة أم غيرها؟

الرؤية الخامسة: وهي بعد الإنكار وقبل المرور على الصراط, تظهر العلامة التي ينتظرها المؤمنون وهي أن يكشف عن ساق, فيسجدون ويعرفون ربهم, والدليل من حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين: ( ... فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد نفاقا ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فقال: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا ... ) وأيضا الحديث في البخاري: ( .. فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون, فيقول لهم: أنا ريكم, فيقولون: أنت ربنا, فيتبعونه ... ) وفي رواية: ( .. هل بينكم وبينه علامة تعرفونها فيقولون نعم يوم يكشف عن ساق قال فيكشف الله عن ساقه .. )

هل في هذه الرؤية تلذذ ونعيم؟

الرؤية الأخيرة: وهي بعد دخول الجنة. والدليل قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وتفسير الزيادة بالرؤية لحديث مسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)

والظاهر أن هذه الرؤية لم يعطوها من قبل, فتكون أحب شيء للمؤمنين لما فيها من التلذذ والنعيم الذي يفوق كل ما سبق.

هل ما فعلته هنا من جمع بين الآيات والأحاديث مع ترتيب الأمور سليم وصحيح؟ هل هناك تعليق على هذا الجمع؟

أفتوني في أمري وأسأل الله أن ينفع بكم ويزيدكم علما وعملا وصبرا

ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 07, 03:36 م]ـ

سؤال هل يرى الله سبحانه وتعالى في البرزخ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير