[ما معنى الشمس والقمر يكوران في النار]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 11 - 07, 01:27 م]ـ
يقول الصادق المصدوق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الشمس والقمر مكوران يوم القيامة)
أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 304)
وجاء في لفظ عن غيره (ثوران عقيران) وفي لفظ (ثوران مكوران)
وقد يتسآل البعض عن وجه كونهما في النار وما ذنبهما ? وذلك لأن عذاب الله إنما يحق على من لم يعبده، من المكلفين.
- والجواب عن ذلك ما ذكره أهل العلم (الخطابي – والإسماعيلي – وابن أبي العز) وغيرهم.
وأنا أسوقه ملخصا:
أولا: يجب على العبد إذا عجز فهمه عن إدراك المعنى أو الحكمة أن يرضى ويسلم، كما قيل: (إذا ورد نهر الله بطل نهر معقل)
وانظر إلى ما أخرج الإمام الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 66) الحديث نفسه وفيه قصة: (حدث أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال (فذكره) فقال الحسن: وما ذنبهما ?! فقال: إنما أحدثك عن رسول الله ? فسكت الحسن.
ثانيا: المعنى يحتمل أمرين:
أحدهما: إما أنهما وقود للنار، كما قال الإسماعيلي: لا يلزم من كونهما في النار أنهما يعذبان فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذابا وآلة من آلات العذاب.
وثانيها: أنهما يلقيان في النار تبكيتا لعبادهما كما ذكر ذلك الخطابي.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 194):هذا هو الأقرب ويأيده ما جاء عند أبي يعلى من حديث أنس (ليراهما من عبدهما ولم أرها في مسنده.
قلت: ولا تعارض بين الأمرين.
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ...
قالوا رويتم عن عبد العزيز بن المختار الأنصاري عن عبد الله الداناج قال شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن في مسجد البصرة وجاء الحسن فجلس إليه فحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة فقال الحسن وما ذنبهما
قال إني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت قالوا قد صدق الحسن ما ذنبهما وهذا من قول الحسن رد عليه أو على أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال أبو محمد ونحن نقول إن الشمس والقمر لم يعذبا بالنار حين أدخلاها فيقال ما ذنبهما ولكنهما خلقا منها ثم ردا إليها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشمس حين غربت في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله تعالى لأهلكت ما على الأرض وقال ما ترتفع في السماء قصمة إلا فتح لها باب من أبواب النار فإذا قامت الظهيرة فتحت الأبواب كلها وهذا يدلك على أن شدة حرها من فوح جهنم ولذلك قال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فوح جهنم فما كان من النار ثم رد إلى النار لم يقل إنه يعذب وما كان من المسخر المقصور على فعل واحد كالنار والفلك المسخر الدوار والبحر المسجور وأشباه ذلك لا يقع به تعذيب ولا يكون له ثواب وما مثل هذا إلا مثل رجل سمع بقول الله تعالى {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} فقال ما ذنب الحجارة.