تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمدصلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!! ولم يزل الشيخ إحسانإلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرقترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أنيقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار 0وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعةالإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء،فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه 0اهـ ولم تزل تهديداتالقوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليموالخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا 0 ففي يوم الثالث والعشرينمن شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التيتعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قربالوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إليالمنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومةلائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرتالمزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخإحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجلهوأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلاالله! فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحدالحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك، لله تلك النفوسالأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية! ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينةلاهور، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملكفهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلةفي قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة، وفيالرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء 0 وتمتحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يومالاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخإحسان إلهي ظهير إلي باريها 0 بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عنالإسلام والسنة، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله فيالرياض حزن عليه الناس خزنا شديدا، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقتالمحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحةالشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناسوسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبويةفي طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقطوطائرة لأسرته ومن كان في رفقته 0 وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبلالمسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرةحتى تسآل بعض أهل المدينة: من هذا الذي صلي عليه اليوم؟ من كثرة من رأوا منالمصلين، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك 0 وكان الانفجار قد أودىبحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بهاوعاش لها إحسان إلهي ظهير، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهورقبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية0 إنها رسالةيوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهيظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جوارهغير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله، شاهدة على أعداء الإسلاموأعداء السنة بالخزي والضلال، ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادكودعوتك وفي رسائلك وخطبك0 لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك 0 وهم قد أعيتهمالحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذهالوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته، ولم تبقعنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان0 رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقهبالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون!

إحسان سافرت عن دنيا مدنسة **** إلى عوالم خير كلها نعمسافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم **** قد أنجبت سقما في ذيله سقم

سافرت عن كل خداع ومحترف**** للغدر، ليس له دين ولاذمم

كم بدعة نشرتها بيننا فرق ... تضاءلت في مدى أوهامهاالقيم

رفعت في وجهها صدق العقيدة في**** قوم بآذنهم من جهلهمصممناديتهم ـ يا أخا الإسلام ـ ترشدهم **** إلى كتاب هو النبراس والحكم

لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه **** وبعضهم علموا لكنهم كتموا

وهربوا غدرهم في باقة حملت **** وردا وفي وردها الجرم الذياجترموايا باقة الورد يا رمز المحبة قد** أصبحت رمزا الأسى في كف منظلموا

ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا ** غطوا بأوهامهم عينيكوانتقموا

يا باقة الورد لو أن الضمير صحا **** لما تخبأ فيك الموتوالألم

إحسان إن أحكمالطغيان قبضته ***** وسل خنجره فالله منتقم

قوافل الشر تمضى في تآمرها ***** والخير منتصر والشرمنهزم

حرر في يوم الأحد 17 شوال 1428هـ

كتبها الشيخ عبدالحميدخليوي الجهني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير