تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ظاهر النصوص مراد، أو ظاهرها ليس بمراد، لابن تيمية]

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 07:49 ص]ـ

قال الامام ابن تيمية رحمه الله

إذا قال القائل: ظاهر النصوص مراد، أو ظاهرها ليس بمراد، فإنه يقال: لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك، فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين، أو ما هو من خصائصهم، فلا ريب أن هذا غير مراد، ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها، ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرًا وباطلًا، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر، أو ضلال، والذين يجعلون ظاهرها ذلك، يغلطون من وجهين: تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ، حتى يجعلوه محتاجًا إلى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك، وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل فالأول كما قالوا في قوله: (عبدي جعت فلم تطعمني) الحديث وفي الأثر الآخر: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه) وقوله: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن) فقالوا: قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق. فيقال لهم: لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق أما الواحد فقوله: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه) صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه، لأنه قال: (يمين الله في الأرض) وقال: (فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه) ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به، ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحًا لله، وأنه ليس هو نفس يمينه فكيف يجعل ظاهره كفرًا لأنه محتاج إلى التأويل. مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس؟ وأما الحديث الآخر: فهو في الصحيح مفسرًا: (يقول الله عبدي جعت فلم تطعمنى فيقول: رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا جاع، فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي. عبدي مرضت فلم تعدني، فيقول: رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض، فلو عدته لوجدتني عنده) وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض، ولا يجع، ولكن مرض عبده وجوع عبده فجعل جوعه جوعه، ومرضه مرضه، مفسرًا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، ولو عدته لوجدتني عنده، فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل، وأما قوله (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن)، فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع، ولا مماس لها، ولا أنها في جوفه، ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه، وإذا قيل: السحاب المسخر بين السماء والأرض، لم يقتض أن يكون مماسًا للسماء والأرض، ونظائر هذا كثيرة،

ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:40 م]ـ

باركـ الله فيكـ ورحم الله شيخ الإسلام ... #

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:10 م]ـ

بوركت أخي الغامدي وجزاك الله خير ..

وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم.

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:17 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا ورحم الله شيخ الإسلام. ابن تيمية.#

ـ[محمد الملحم]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:48 ص]ـ

[ quote= وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم. [/ quote]

أين موضعه من أضواء البيان وتفسير ابن كثير؟ جزاك الله خيرا.

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 10:00 ص]ـ

بارك الله فيك ـ

ـ[أبومهدي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 08:11 م]ـ

بوركت أخي الغامدي وجزاك الله خير ..

وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم.

جزاك الله خيراً شيخنا، في أي موضع من "أضواء البيان" و من "تفسير ابن كثير" نجد ما أشرت اليه؟؟

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:10 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعا ورحم الله شيخ الإسلام. ابن تيمية.#

وإياكم أخي وشكرا لك على الفائدة طرح مثل هذه المواضيع القيمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير