تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فرقة الجمهوريين في السودان]

ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 12 - 07, 01:43 ص]ـ

[فرقة الجمهوريين في السودان]

في العدد الماضي من الراصد، تحدثنا عن فرقة القرآنيين التي ظهرت في الهند، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ومنها إلى بعض الدول الإسلامية، ويقوم فكرها أساساً على نبذ السنة النبوية، واستبعادها كمصدر من مصادر التشريع، أو اعتبارها المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم قائلين أنه يكفي الاعتماد على القرآن الكريم، ولا حاجة لنا بما سواه.

ونتيجة لذلك المنهج، جاءت أفكار وتصورات القرآنيين مشوشة مضطربة، بعيدة عن مرادها، فأدخلوا في الدين ما ليس منه، وضلوا وأضلوا.

وفي هذا العدد نعرِّف بفرقة أخرى تتقاطع في بعض أفكارها وأسلوب تفكيرها مع القرآنيين ألا وهي فرقة الجمهوريين في السودان التي يمثلها (الحزب الجمهوري) الذي أسسه محمود محمد طه سنة 1945.

تبنى هذا الحزب فهماً خاصاً للقرآن والإسلام، امتزج بالأفكار الاشتراكية، والصوفية الغالية، والفلسفات المختلفة، مع شيء من الغموض، ليخرج بالنتيجة التي خرج بها القرآنيون من قبل، صرف آيات القرآن وأحكام الإسلام عن مرادها، وإنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة.

نشأتها وتطورها:

الفرقة الجمهورية في السودان يمثلها الحزب الجمهوري الذي تأسس في 26/ 10/1945م، على يد المهندس محمود محمد طه، المختلف في سنة ولادته ([1] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn1)) وقد اختير طه أول رئيس للحزب الذي نشأ في زمن الاحتلال البريطاني للسودان.

وكانت بداية هذه الجماعة مشابهة للظروف التي أسهمت في ظهور الأحزاب السياسية السودانية، لكن هذه الفرقة أو الجماعة كانت علمانية الاتجاه بصورة واضحة. وقد أعلن زعيمها محمود طه في كتاباته الأولى أن الإسلام ليس بمفلت من التشكيك، ويجب أن يوضع على منضدة البحث العلمي لرفض ما لا يتناسب مع العصر، عن طريق تأويل النصوص التي لا تتماشى مع القرن العشرين كنصوص الجهاد والعبادة - حسب اعتقاده-.

ومع أن اتجاه هذه الجماعة كان واضحاً منذ البداية، إلاّ أن زعيمها حاول أن يصبغها بصبغة دينية حتى يجد سنداً شعبياً في بلد يدين معظم أهله بالإسلام، وينتشر فيه التصوف، لذلك كان لافتاً استدلاله بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فيما يدعو إليه، محاولاً تكييفها تكييفا يناسب منهجه وأفكاره.

وظهرت فرقة الجمهوريين باتجاهها الباطني ([2] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn2)) المخالف للإسلام سنة 1965، وهو العام الذي أعلن فيه زعيمهم بأنه استقام له أمر نفسه، وأصبح على مشارف الوصول للمعية بالذات ([3] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn3)).

وعندها خرج من جماعة الجمهوريين عدد من الأشخاص بعد أن أصبحت فرقة باطنية، كما دخل فيها آخرون إعجاباً بتأويله للخطاب الديني. وقد نجح طه في ملء فراغ أتباعه الفكري، بفكره التلفيقي الذي جمعه من أفكار وفلسفات الفرق الباطنية في القديم والحديث، ومن الفلسفات الإلحادية والمذاهب المعاصرة.

وكانت نهاية زعيم الجماعة أن أعدم في 18/ 1/1958 بتهمة الردّة والزندقة، بعد أن أمهل ثلاثة أيام ليتوب من أفكاره المنحرفة، لكنه لم يتب، وقد انحسر عدد أتباعه بعد إعدامه، إضافة إلى انتشار الصحوة الإسلامية في السودان.

وكان طه قد ألف عدداً من الكتب التي تبين منهج فرقته، ورؤيته للإسلام، منها:

1ـ قل هذه سبيلي، وهو أول مؤلفاته، صدر سنة 1952م.

2ـ أسس دستور السودان، صدر سنة 1955، قبيل استقلال البلاد، ونادى فيه بقيام جمهورية رئاسية، فيدرالية، ديمقراطية، اشتراكية. وهو كتاب نادر الوجود إذ يعمل الجمهوريون على إخفائه من الأسواق.

3ـ الإسلام، صدر سنة 1960. ويعتبرونه الكتاب الأم "للدعوة الإسلامية الجديدة".

4ـ طريق محمد، ورسالة الصلاة، والرسالة الثانية من الإسلام. وقد صدرت هذه الكتب الثلاثة خلال عامي 1966ـ 1967.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير