تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي إنجيل متى جاء: "قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب؟! الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا؛ لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره". وهذا معناه أن الرسالة تنتقل من بني إسرائيل إلى أمة أخرى، فيكون الرسول المبشر به من غير بني إسرائيل.

والدليل أكثر جلاءً في إنجيل برنابا، وهو الإنجيل الذي استبعدته الكنيسة في عهدها القديم عام 492م بأمر من البابا جلاسيوس، وحرمت قراءته وصودر من كل مكان، لكن مكتبة البابا كانت تحتوي على هذا الكتاب، وشاء الله أن يظهر هذا الإنجيل على يد راهب لاتيني اسمه (فرامرينو)، الذي عثر على رسائل (الإبريانوس)، وفيها ذكر إنجيل برنابا يستشهد به، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا؛ وتوصل إلى مبتغاه عندما صار أحد المقربين إلى البابا (سكتش الخامس)، وقد أسلم فرامرينو وعمل على نشر هذا الإنجيل الذي حاربته الكنيسة بين الناس.

في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل – إنجيل برنابا - جاء: "وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله". وجاء في سفر أشعيا: "إني جعلت اسمك محمداً يا محمد، يا قدوس الرب: اسمك موجود من الأبد". وجاء في سفر حبقوق: "إن الله جاء من التيمان والقدوس من جبل فاران، لقد أضاء السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده".

كما جاء في سفر أشعيا: "وما أعطيته لا أعطيه لغيره، أحمد يحمد الله حمداً حديثاً يأتي من أفضل الأرض؛ فتفرح به البرية، ويوحدون على كل شرف، ويعظمونه على كل رابية".

ويقول البروفيسير عبد الأحد داود الآشوري مطران الموصل السابق الذي هداه الله للإسلام في كتابه "محمد في الكتاب المقدس"): "إن العبارة الشائعة عن النصارى: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. لم تكن هكذا، بل كانت: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد". وفي هذا النقل عن عالم من علماء النصارى دليل على إثبات التحريف وكيفيته.

ثالثاً: القرآن يحارب الفكر المنحرف وكل من يعتقد به على مر العصور؛ وليس فئة في عصر معين:

وأما قولك: "كون دينكم الإسلامي تحدث عن مجموعة من البشر كانت تعتنق هذا الفكر في زمن الإسلام وكتب عنها القرآن ... ": فقد مر بك أن التثليث هو جِمَاع دين النصارى قديماً وحديثاً؛ وإن كان الثابت بالأسانيد الصحيحة أن من نصارى العرب من لم يَعْمِهُم التعصب عن قبول الحق، كبحيرا الراهب الذي شهد للنبي في صغره بالنبوة لما رأى معجزة تظليل السحابة له، وورقة بن نوفل، وسلمان الفارسي، وزيد بن سعنة، وعدي بن حاتم الطائي والنجاشي ونصارى نجران وغيرهم كانوا جميعاً على النصرانية الحقة ولذلك أسلموا جميعاً لله طائعين؛ وقد أثني الله عليهم وعلى كل من حذا حذوهم في القرآن العظيم؛ فقال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:83 - 85].

وما ذكرته أيها الصديق (1) فحجة عليك لا لك من أوجه:

منها: أنه يدل على وجود انقطاع بينكم وبين سلفكم، وهو دليل ظاهر على انقطاع سند الإنجيل بينكم وبينهم.

ومنها: أنها شهادة منك عليهم بالشرك، ومن المعلوم أنهم كانوا متبعين للأناجيل الأربعة؛ فتكون هي التي قادتهم للشرك؛ فيلزمك - هداك الله - ألا تؤمن بها؛ لأنها لم تصل إليكم إلا من طريقهم، لاسيما وقد زادت تحريفاً على تحريفها السابق، كما مر بك طرفاً يسيراً من ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير