وأعادا إلى نفوس وعقول كثيرة لا يعلم عددها إلا الله الثقة بهذا الدين والإيمان به من جديد واعتبر مذهب الأشعري والماتريدي مذهب أهل السنة والجماعة فعم بلاد العراق وخراسان والشام وبلاد المغرب ودانت له كما يقول العلامة الكوثري أهل البسيطة إلى أقصى بلاد إفريقية.
قلت: أبو الحسن الأشعري قد مر بثلاث مراحل في العقيدة فالمرحلة الأولى مرحلة الاعتزال، فقد اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاما يقرره ويناظر فيه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم.
وسبب ذلك المناظرة المشهورة مع الجبائي شيخ الاعتزال في عصره في قول المعتزلة يجب على الله فعل الأصلح.
ثم تاب الأشعري من الاعتزال , وصعد على المنبر وقال: إني كنت أقول بخلق القرآن , وأن الله لا يرى بالأبصار, وأن الشر فعلي ليس بقدر , وإني تائب معتقد الرد على المعتزلة.
"السير" (15/ 89)
ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة ,وهي طريقة أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (16
471): والأشعري , وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذ من هؤلاء كلاماً صحيحاً , ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة , وهي فاسدة.
ثم المرحلة الثالثة: وهي مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه "الإبانة عن أصول الدبانة " وهو آخر كتبه. ()
ثانيا: وسمها الكوثري بالعلامة ونقلها عنه فهذه غفلة أخرى
فالكوثري هو جهمي هذا العصر صاحب الخيانات العلمية، والطعون الجلية في حق علماء وأئمة الإسلام حتى تعداه إلى الصحابة والتابعين.
قال الإمام عبد الرحمن المعلمي –رحمه الله-: فرأيت الأستاذ –أي الكوثري- تعدى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية , ومن التخليط في القواعد , والطعن في أئمة السنة ونقلتها حتى تناول بعض الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأحمد , وأضرابهم , وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته , والرد لأحاديث صحيحة ثابتة , والعيب للعقيدة السلفية .. .
فقد رمى هذا الجهمي أنساً –رضي الله عنه – بالخرف , وطعن في البخاري حتى نفى عنه ما وصفوه به بأنه أمير المؤمنين في الحديث , وزعم أنه رجل متبجح , ومن المتساهلين الذين لا يعرفون شمالهم من يمينهم كما في" تأنيب الخطيب" (44/ 45) وكان يدعي أن ابن تيمية كان يتعاطى خمسة دراهم مقابل كل فتوى يحل فيها الحرام , ويحرم فيها الحلال.
وقد رد عليه الشيخ أحمد بن محمد الصديق الغماري في كتابه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري ".
وقد كشف كذلك وبين خيانته وتبرأ منه ناشر بعض كتبه وهو حسام الدين القدسي واضطر إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق , وأعلن في مقدمة كتاب "الانتقاء" خيانته على رؤوس الأشهاد وجنايته على الدين وأهله بما لم يسبق إلى مثله ().
5 - إطلاقها بعض الألفاظ في حق الله لم ترد في الكتاب والسنة كقولها ص 72:فالله سبحانه وتعالى في العقيدة الإسلامية كامل الإيجابية والفاعلية بمعنى أنه سبحانه مباشر بإرادته وعلمه وتدبيره وقدرته لكل عبد من عباده في كل حال من أحواله ولكل حي ولكل شيء في هذا الوجود كذلك متى شاء وكيف شاء
وقالت في ص 89:وإن ما نراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من هذه الحقيقة الكبرى وهي ذات الله عز وجل.
6 - تناقضها في باب الأسماء والصفات
1 - ذكرت ص 128 نقلا عن الإمام الشوكاني: إن مذهب السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم هو إيراد أدلة الصفات على ظاهرها من دون تحريف لها ولا تأويل متعسف لشيء منها ولا تشبيه ولا تعطيل يفضي إليه كثير من التأويل ... ثم ذكرت على ذلك الأمثلة: إن من صفات الله تعالى السمع والبصر والكلام فعلينا أن نؤمن أن الله جلت قدرته يسمع ويرى ويتكلم وذلك كل الذي يمكن أن ندركه من غير مجاوزة لهذا الحد فليس لنا أن نتساءل عن كيفية سماعه وبصره وكلامه.
¥