[منكر المحسوس كافر؟]
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين
والصلاة والسلام على إمام المرسلين، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين
وبعد؛
قال تعالى: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ "
وقال أيضا: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ "
وقال أيضا: " قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا "
وقال أيضا: " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ "
يا إوخوتي في الله هذه الآيات وأمثالها من النصوص تدل على حقيقة مفادها أن للكون سنن وقوانين وحقائق ثابتة يقينية يؤمن بها كل عاقل، حتى الحيوان يدركها بغريزته، حتى الجماد وما أدراك ما الجماد متوافق مع سنن الكون لا يخالفها ألبتة ولا قيد أنملة؛
قال تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "
لكـ ـــــــــــــــــــــــــن؛
يقع من البعض - أقصد بعض بني آدم - أن ينكر المحسوسات، ويجحد السنن الكونية الثابتة، ويرد ما اتفق عليه قاطبة الخلق من عادات طبيعية وقوانين مشاهدة، لا أدري لماذا، لكن حدث مثل هذا وما زال يحدث حتى من المسلم - لا أقول المؤمن -؛
أقول - وأنا الفقير إلى عفو ربه - عقلا، هذا المنكر مجنون
أما شرعا، فيقال أنه كافر نعمة
إخوتي وفقكم الله لما فيه الخير والرشاد أفتوني في أمري؟
هل هو كافر نعمة حقا؟ وهل يصل به الحد إلى الكفر الأكبر؟
وما مصير كافر النعمة؟ ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:26 ص]ـ
وفقك الله
جاحد الحسيات والقطعيات العقلية له حالتان:
- أن لا يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن 1+1 = 2 مثلا، فهذا لا يكفر، ولكنه قد يوصف بأنه أحمق أو مجنون.
- أن يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن الصنعة لا بد لها من صانع، فهذا يكفر؛ لأن ما أنكره ينبني عليه إنكار الصانع.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 10:22 ص]ـ
جاحد الحسيات والقطعيات العقلية له حالتان:
- أن لا يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن 1+1 = 2 مثلا، فهذا لا يكفر، ولكنه قد يوصف بأنه أحمق أو مجنون.
والله أعلم.
شيخنا أبو مالك بارك الله فيكم لكن؛
ضربا على مثالك، فالعدديات يترتب عليها كثير من الأحكام الشرعية وحتى العقدية، ولا أحصر إن قلت الميراث هو رأس الأمر في ذلك ..
كما أن المتعدي على حرمة القطعي لا يؤمن جانبه ..
وحكمنا على الشخص بالعته أو الجنون حكم مُعمل يترتب عليه أحكاما شرعية جمة، أهمها إسقاط التكليف؛ فكيف؟
والله الموفق للصواب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:26 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أنا أقصد ثمرة شرعية في باب التكفير، وظننت هذا واضحا في السياق.
الأعداد لها ثمرة في باب المواريث، فكان ماذا؟ هل نكفر من لا يستطيع معرفة حساب المواريث؟
وهل نكفر المعتوه والمجنون؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إنكار المحسوسات مذهب الفلاسفة اليونانية وهو ينسب إلى بطليمس وأفلاطون وأرسطو
ولذلك قال السفاريني في نظمه:
وكل معلوم بحس وحجى ... فنكره جهل قبيح في الهجا
لوامع الأنوار (2
443)
و علماء الكلام يقسمون العلم إلى ضروري ونظري
فالضروري هو الإدراك البديهي الذي لا يتطلب تفكيرا
والنظري عكسه
وما يعلم بالحس لا شك أنه من العلم الضروري
ولا يكفر إلا إذا كان يترتب على إنكاره ما يعلم من الدين بالضرورة.
وهذا الكلام قريب من كلام الشيخ أبي مالك.
والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 10:24 ص]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أنا أقصد ثمرة شرعية في باب التكفير، وظننت هذا واضحا في السياق.
الأعداد لها ثمرة في باب المواريث، فكان ماذا؟ هل نكفر من لا يستطيع معرفة حساب المواريث؟
وهل نكفر المعتوه والمجنون؟
شيخنا أبو مالك بارك الله فيكم
أستسمحكم لأقول:
قال تعالى: " للذكر مثل حظ الأنثيين "
وهو نص في كون الاثنين نصفها واحد، والواحد ضعفه اثنان؛
أليس منكر هذا، منكر لمعلوم بالضرورة وهو نص القرآن؟
والله النوفق للصواب
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا الأخ عبد الباسط
جميل تدخلك،
ومثل الفلاسفة الذي ذكرت بعض المتصوفة
يقللون من شأن القوانين الطبيعية ويشيدون كثيرا بتخلف السبب عن المسبب
جريا منهم وراء الخوارق والكرامات لتقعيدها
حتى استحالت القاعدة شاذة، وخوارق العادات قوانين،
ولله في خلقه شؤون،
أما ما يترتب على إنكار المحسوس من شؤون عقدية فشيء كثير،
فمعظم الآيات التي يتمدح بها الله عز وجل - وهو أهل الثناء والمجد - آيات كونية ولها نواميسها الثابتة، وإنكارها يلزم منه إتكار أفعال الله عز وجل وتخلف بعض أسمائه وصفاته؛ كالحكيم ...
والله الموفق للصواب
¥