تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[موضوع في الأسماء الحسنى يحتاج إلى بحث.]

ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 06:43 ص]ـ

هل من أسماء الله تعالى: (قيم السموات والأرض) و (نور السموات والأرض) و (الصاحب في السفر) و (الخليفة في الأهل والمال) وهل يمكن قطع المضاف فيقال: إن من أسمائه: (القيم) و (النور) و (الصاحب) و (الخليفة) فإن قيل: إن هذه ليست أسماء، فما الدليل على ذلك؟ فإن قيل: إن هذا من باب الإخبار، فما ضابط ما يكون من باب التسمية وما يكون من باب الإخبار؟ فإن قيل: إن ما كان من باب التسمية فإنه يدعى به وما كان من باب الإخبار فلا يدعى به، قيل: هذا من أحكام الأسماء وليس من ضوابطها، ثم هذه الأسماء المذكورة جاءت في معرض التوسل والدعاء، فهل نعدها أسماء؟

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 12 - 07, 08:02 ص]ـ

أخي الكريم

الله تعالى له: أسماء، وصفات، وأفعال.

فأسماؤه تعالى هي ما أخبرنا بها تعالى أو أخبرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم مثل: الحي القيوم، الملك، الرحمن الرحيم، العزيز، القدوس، الوهاب، وغيرها من أسمائه الحسنى.

والله تعالى يقول: (وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها) فلا ندعوه إلا بأسمائه جل وعلا.

وفي الحديث: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ... )

وأسماؤ الله تعالى الحسنى تدل على صفاته العلى، فاسمه " الرحمن " يدل على صفة الرحمة، وهكذا.

وصفاته تعالى كذلك هي ما أخبرنا به تعالى عن نفسه أو أخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن لا يشتق منها أسماء له تعالى، مثل صفة الحب لله تعالى، والبغض، والرضى، والغضب، والفرح، والاستواء، والنزول، والحياء، والتردد، والكلام، والسكوت، وغيرها من صفاته العُلى.

أفعال الله تعالى لا يشتق له منها أسماء كذلك، كسريع العقاب، وشديد العذاب، جامع الناس، والله تعالى فعال لما يريد، وغيرها.

وللفائدة:

باب الإخبار عن الله واسع، أوسع من باب أسماء الله وصفاته جل وعلا.

فمثلا تقول في الإخبار عن الله تعالى: الله يفيض علينا بالنعم ويجزل لنا العطاء، والله تعالى يمهل ولا يهمل، والله لا يغفل عما يعمل الظالمون، .... إلخ

كذلك لا نَشتق من الإخبار عن الله تعالى أسماءً له، فلا نقول: فياض، مُجزل، .... إلخ.

أتمنى أن أكون قد أوضحت لك، هذا الباب المهم.

ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 05:00 م]ـ

أخي الكريم! هناك فرق بين ما جاء بصيغة الفعل سواء كان ماضيا أم مضارعا، كما في الأمثلة التي ذكرتَها وما جاء بصيغ الاسم كما في الأمثلة التي ذكرتُها، فمَن من أهل العلم قال بأن الذي جاء يصيغة الاسم إنما هو من باب الإخبار لا من باب التسمية.

وكون باب الأخبار أوسع من باب الأسماء، أو أن باب الصفات أوسع، كل هذا واضح عندي لا إشكال فيه، لكن الإشكال هو فيما ذكرتُه.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم بندر وفقني الله وإياك

باب الأخبار يشمل الإخبار بالاسم أو بالفعل فالخبر يشملهما معاً فما يخبر به عن الله من أنه شيء وموجود وقديم وقائم ونحوها لا يسمى سبحانه وتعالى بها وقد ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وفي بدائع الفوائد وفي تحفة المودود:

1 - قال رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415): (وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)

2 - وقال في بدائع الفوائد (1/ 169): (ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)

وقال ايضاً (1/ 170): (ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه)

3 - وقال في تحفة المودود (ص 114): (أما قوله أنا ابن عبد المطلب فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره والأخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم ولا وجه لتخصيص أبي محمد بن حزم ذلك بعبد المطلب خاصة فقد كان الصحابة يسمون بني عبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء فيجوز ما لا يجوز في الإنشاء)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى ... ) مجموع الفتاوى (6/ 141)

ومن ذلك مثلاً دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم " متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

فلا يسمى الله عز وجل منزل الكتاب ولا مجري السحاب ولا هازم الأحزاب.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير