وفي ذلك يقول ابن القيم: لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائه المطلقة.
بدائع الفوائد (1
162)
وخالف هذا النهج ابن العربي حيث ذهب إلى أن المشتق يدخل في أسمائه ... , ولكنه لم يأت بدليل يدل على صحة قوله.
الرابع: لا يجوز أن يسمى الله بالأسماء المذمومة أو التي تشعر بالذم
كالعاجز والخائن والماكر أو الأسماء المنقسمة إلى كمال ونقص كالزراع والماهد والمتكلم والفعال .. .
قال ابن حجر:اتفقوا على انه لا يجوز ان يطلق عليه اسم ولا صفة توهم نقصا ولو ورد ذلك نصا فلا يقال ماهد ولا زارع ولا فالق ولا نحو ذلك وإن ثبت في قوله {فنعم الماهدون} و {نحن الزارعون}.
الفتح (11
223)
الخامس: لا يجوز أن تنقص عدة أسمائه عن تسعة وتسعين اسما
والسبب في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن لله تسعة وتسعين اسما وأخبر أن من أحصاها دخل الجنة وأمر بدعائه بها ... .
السادس: كل اسم لا يقبل أن يدعى به فإنه ليس من أسماء الله
أسماء الله التي تسمى الباري بها تقبل أن يدعى بها الحق سبحانه لأن الله أمرنا بدعائه بأسمائه الحسنى فإذا كان الاسم غير قابل للدعاء فإنه لا يجوز أن يجعل من أسمائه.
كالدهر والرضا والسخط والشيء والمتكلم والجاعل والسريع .. .
السابع: لا يدخل في أسماء الله ما كان من صفات أفعاله أو صفات أسمائه
مثل شديد العقاب وسريع العقاب وسريع الحساب وشديد المحال ورفيع الدرجات لأن الشديد والسريع من صفات أفعاله فلا فرق في المعنى بين قوله إن الله شديد العقاب وسريع العقاب وشديد المحال .. وبين قولنا إن عقاب الله شديد وعقابه سريع وحسابه سريع ودرجاته رفيعة.
الثامن: لايخرج من أسماء الله ما اتفق معناه وتغاير لفظه
بدعوى أنه من باب التكرار فالرحمن الرحيم اسمان وليس اسما واحدا والقادر والمقتدر والقدير ثلاثة أسماء وكل واحد اسم مستقل بذاته ..
وفي مقابل الذين جعلوا الأسماء وردت في المعنى الواحد اسما واحدا ذهب فريق آخر مذهبا مغايرا لهذا المذهب فقد جعلوا الأسماء المكررة بألفاظها أسماء مختلفة باعتبار إضافتها فقد جعلوا الرب ورب المشرقين ورب المغربين ورب الملائكة والروح .. أسماء متعددة والحق أن هذه كلها اسم واحد وهو الرب.
يتبع
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:11 م]ـ
التاسع: لا يجوز استثناء الأسماء المضافة من دائرة أسماء الله الحسنى إذا وردت في الكتاب والسنة
فلا يقر من أخرج من أسمائه عالم الغيب والشهادة ومالك الملك ونور السماوات والأرض وغافر الذنب وعلام الغيوب .. إذ لاحجة لهؤلاء إلا أن هذه الأسماء مضافة وهذه ليست بحجة فما الإشكال في أن تكون أسماء الله مضافة وحسبنا أن نعلم أن اسما من أعظم أسماء الباري لم يرد في القرآن إلا مضافا وهو الرب على الرغم من أن أكثر الدعاء والتوسل والاستغاثة وردت في القرآن به.
العاشر: صحة تعبيد أسماء العباد بأسماء الله
فإذا كان الاسم مما لا يصح أن يعبد العباد له فإنه ليس من أسمائه
فلا يجوز أن يسمى العباد بعبد الزارع وعبد عدو الكافرين وعبد المرسل وعبد السخط وعبد الغيور ...
الحادي عشر: ليس من أسماء الباري الأسماء الجامدة التي لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء لأن أسماء الله أعلام وأوصاف وعلى ذلك فلا يكون من أسمائه الدهر والأبد والأمد الشيء ....
الثاني عشر: لا يدخل في أسمائه ما بديء (بذو)
الوارد في الكتاب والسنة من الأسماء المبدوأة (بذو) المضافة إلى صفة من صفات الله أو فعل من أفعاله أو خلق من مخلوقاته من أعظم ما يمدح به رب العزة ولكنها لاتدخل في أسمائه الحسنى التسعة والتسعين على الأرجح لأن معنى ذي القوة وذي الرحمة وذي الكبرياء صاحب القوة والرحمة والكبرياء فذو في اللغة بمعنى صاحب
وهذه الأسماء ثلاثة أقسام:
1 - ما أضيف إلى صفة من صفات الباري وهذا نوعان:
الأول: أن تكون لهذه الصفات أسماء تدل عليها صرحت بها النصوص وهي ذو الرحمة ذو القوة ذو الجبروت ... والأسماء التي تضمنت هذه الصفات هي الرحمن الرحيم القوي الجبار .. .
الثاني: صفات ليس لها أسماء تدل عليها في الكتاب والسنة
وهي ذو الطول ذو الفضل ذو الجلال والإكرام.
2 - ما أضيف إلى فعل من أفعاله وهو اسم واحد ذو عقاب أليم.
3 - ما أضيف إلى مخلوقاته وهو اسم واحد: ذو العرش.
الثالث عشر:ما جاء على صيغة أفعل التفضيل
ما جاء منصوصا عليه من أسمائه على صيغة أفعل التفضيل من غير إضافة فإنه من أسمائه مثل الأعلى الأكرم.
أما ماجاء على صيغة أفعل التفضيل مضافا فهو وإن كان من أعظم الممادح التي يمدح بها رب العزة إلا أنه ليس من أسمائه مثل أرحم الراحمين وخير الرازقين وخير المنزلين ...
أسماء الله وصفاته (64)
والله أعلم
¥