تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:48 م]ـ

فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.

يضاف إلى ذلك أن عبد العزيز رحمه الله نفسه في هذا الكتاب قد أطلق صفة الإرادة لله تعالى وليس في القرآن ورودها. قال عبد العزيز: (فلم يخْل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقوله قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق).

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:04 ص]ـ

فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.

.

و لكن هذا نفسه هو مأخذ الجهمية بل هو مأخذ بشرالمريسي نفسه في انكاره لصفة السمع و البصر فكثير من الجهمية ومعهم كثير من المعتزلة لم ينكروا العلم كما انكروا السمع و البصر و ان اختلفوا هل يعلم بداته ام يوصف بالعلم لنفي الجهل أم أنها صفة زائدة لكن الحاصل أن كثيرا من المعتزلة و بشر نفسه على الخصوص يقر بالعلم بل يأول كل الصفات بل حتى الكرشي و العرش على انه العلم و لا يقر بالسمع و البصر و حجته هي نفس حجة الامام الكناني هنا في عدم ورود الخبر بها ... فكيف يحتج عليه بنفس مأخذه؟؟ و كيف ينحو الى التوقف مع أن من توقف في مسائل أقل وضوحا منها -و لم يرد بها نص كما ورد في هذه المسألة- كمسألة خلق القرأن ... من توقف فيها من اغمار المحدثين الذين لم يفقهوا لا مقاصد الجهمية و لامقاصد الصحابة قد عاب عليهم كبار علماء الأثر هذا التوقف و الورع البارد أشد العيب و بينوا ان من فهم حجة على من لم يفهم و ان السلفي ليس هو من لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة و هذا مع ان مسالة الصفات و السمع و البصر هي أوضح عندهم و اجلى ووردت باتباثها نصوص لم ترد مثلها في خلق القرآن .. نصوص لا تغيب الا عن جهمي ليس له اهتمام بجمع السنن أو معتزلي لا يرى الحديث حجة في العقائد

يقول االامام الدارمي في رده على المريسي

"وأما ما ادعيت في تفسير قوله إن الله كان سميعا بصيرا أنه إنما عنى عالما بالأصوات عالما بالألوان لا يسمع بسمع ولا يبصر ببصر ثم قلت ولم يجئ خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر ولكنكم قضيتم على الله بالمعنى الذي وجدتموه في أنفسكم

فيقال لك أيها المريسي أما دعواك علينا أنا قضينا عليه بالمعنى الذي وجدناه في أنفسنا فهذا لا يقضي به إلا من هو ضال مثلك غير أن الله تبارك اسمه أخبر عن نفسه أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر واتصلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أخبار متصلة فإن حرمك الله معرفتها فما ذنبنا قال الله تعالى لموسى ولتصنع على عيني وقال ودسر تجري بأعيننا واصنع الفلك بأعيننا ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم"

هذا كله يدل على ان قائل هذا الكلام قليل العلم بالآثار و أقوال السلف متأخر عن عصر الكناني حين بدأ علم السنة ينقص و البدع تزيد بانصرام القرون الثلاثة المفضلة و بدأ الناس يخلطون بين أقوال المفوضة و المتوقفة و الكلابية بمذهب السلف و لا يفرقون بين مقاصدهم و مآخذهم حتى أن اماما حافظا ذكيا مثل ابن حزم يحتج بنفس مقالة الكناني و المريسي و ينسبها لأهل السنة .. و هذا يقوي ظن الامامان لذهبي و ابن حجر في ابي ابكر الدعاء الأصم و اتهامه بالوضع في الكتاب فقد توفي في بداية انتشار المذهب الكلابي في أوائل القرن الرابع ففيه عاودت البدع كرتها و اشتعلت الفتن و بدأ الخلط في فهم أقوال السلف و مذاهبهم يظهر ذلك جليا في كائنة الطبري مع الحنابلة و فتنة امام الأئمة ابن خزيمة و غيرهم ... و لهذا اظن ان وجه اتهام الامام الذهبي للأصم بوضع الكتاب او الزيادة فيه -كما يذهب اليه أيضا محقق الكتاب جميل صليبا-انما هو لهذا الأمر في الدرجة الأولى-و ليس فقط لما ذكره الحافظ - لمعرفة الامام الذهبي التامة بما كانت عليه مذاهب السلف من الوضوح في القرون الأولى و باستحالة أن يظهر أحد قولا منكرا و لا ينقل انكار عليه ...

و الله أعلم بالحال و المآل

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:11 ص]ـ

وفقك الله

لم يحتج الجهمية يوما على الإطلاق بعدم ورود الخبر بذلك!!

وإنما حجتهم العقل المحض! والتنزيه المزعوم!

ولو كان من حجتهم التزام ما أوردته الأخبار لما أنكروا شيئا مما ثبت بالتواتر في النصوص الصحيحة كالاستواء والرؤية.

فمأخذ الجهمية بعيد كل البعد عن منحى اتباع النصوص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير