تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:37 ص]ـ

بلى يا شيخ قد احتجوا أيضا بالخبر و لكن على قاعدتهم .... ان جاء الخبر موافقا لعقولهم قبلوه و الا فأولوه او ردوه من اصله و هذا نقل أعرف الناس بهم الامام الدارمي ينقلها عن احد من خبره من اكابر أئمتهم و ان رجعت لكتب الرسي و القاضي و أقوال النظام و الهذيل و غيرهم لوجدت أنهم يحتجون بالأخبار و لكن ما وافق منها أصولهم العقلية و يردون ما هو أقوى منها ان خالف تلك الأصول و يشترطون عدم مخالفة العقل و يمكن ان ترى مثالا واضحا على ذلك في مسألة ورود الأخبار في مسألة الوعيد ..... و هذا وجه انكار الدارمي لقرمطتهم في السمعيات كما ينكر سفسطتهم في العقليات و قد نبه الأئمة أن مرجع ردهم للأخبار المتواترة هو اهمالهم لها و عدم اهتمامهم بجمعها و معرفة مخارجها و الا شيخنا فان المعتزلة و الجهمية لا تنكر المتواتر فلو اشتغلت بالحديث كأهله لعلمت بتواترها و لما استطاعت لها ردا الا ان تأولها كما تاولت القرأن

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:44 ص]ـ

وفقك الله يا أخي الكريم

لا أرى خلافا بيننا في محصّل الكلام، فإن العقل عندهم هو الحاكم على النقل، وليس كذلك كلام الكناني الذي يدور مع النقل حيثما دار، فالكناني علق الأمر على الورود كما كان الشافعي يعلق الحكم على ثبوت الحديث.

فمقصودي أن مرجعهم في الاحتجاج ليس كمرجع الكناني، فلا يصح أن يقال: إن حجة الكناني هي نفسها حجة الجهمية.

وليس المقصود تحرير أنهم قد يحتجون بالتواتر إن وافق العقل.

والمشكلة ليست في ثبوت التواتر وعدمه؛ لأن القرآن متواتر عندهم، وهم يؤولون ما يحلو لهم من النصوص التي فيه، كنصوص العلو والاستواء والكلام، فرجع الأمر إلى العقل المحض؛ لأن الخبر إن لم يكن متواترا كذبوه، وإن كان متواترا أولوه بما يوافق عقولهم، فسقطت فائدة التواتر.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:45 ص]ـ

و لكن هذا نفسه هو مأخذ الجهمية بل هو مأخذ بشرالمريسي نفسه في انكاره لصفة السمع و البصر فكثير من الجهمية ومعهم كثير من المعتزلة لم ينكروا العلم كما انكروا السمع و البصر و ان اختلفوا هل يعلم بداته ام يوصف بالعلم لنفي الجهل أم أنها صفة زائدة لكن الحاصل أن كثيرا من المعتزلة و بشر نفسه على الخصوص يقر بالعلم بل يأول كل الصفات بل حتى الكرشي و العرش على انه العلم و لا يقر بالسمع و البصر و حجته هي نفس حجة الامام الكناني هنا في عدم ورود الخبر بها ... فكيف يحتج عليه بنفس مأخذه؟؟ و كيف ينحو الى التوقف مع أن من توقف في مسائل أقل وضوحا منها -و لم يرد بها نص كما ورد في هذه المسألة- كمسألة خلق القرأن ... من توقف فيها من اغمار المحدثين الذين لم يفقهوا لا مقاصد الجهمية و لامقاصد الصحابة قد عاب عليهم كبار علماء الأثر هذا التوقف و الورع البارد أشد العيب و بينوا ان من فهم حجة على من لم يفهم و ان السلفي ليس هو من لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة و هذا مع ان مسالة الصفات و السمع و البصر هي أوضح عندهم و اجلى ووردت باتباثها نصوص لم ترد مثلها في خلق القرآن .. نصوص لا تغيب الا عن جهمي ليس له اهتمام بجمع السنن أو معتزلي لا يرى الحديث حجة في العقائد

يقول االامام الدارمي في رده على المريسي

"وأما ما ادعيت في تفسير قوله إن الله كان سميعا بصيرا أنه إنما عنى عالما بالأصوات عالما بالألوان لا يسمع بسمع ولا يبصر ببصر ثم قلت ولم يجئ خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر ولكنكم قضيتم على الله بالمعنى الذي وجدتموه في أنفسكم

فيقال لك أيها المريسي أما دعواك علينا أنا قضينا عليه بالمعنى الذي وجدناه في أنفسنا فهذا لا يقضي به إلا من هو ضال مثلك غير أن الله تبارك اسمه أخبر عن نفسه أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر واتصلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أخبار متصلة فإن حرمك الله معرفتها فما ذنبنا قال الله تعالى لموسى ولتصنع على عيني وقال ودسر تجري بأعيننا واصنع الفلك بأعيننا ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم"

هذا كله يدل على ان قائل هذا الكلام قليل العلم بالآثار و أقوال السلف متأخر عن عصر الكناني حين بدأ علم السنة ينقص و البدع تزيد بانصرام القرون الثلاثة المفضلة و بدأ الناس يخلطون بين أقوال المفوضة و المتوقفة و الكلابية بمذهب السلف و لا يفرقون بين مقاصدهم و مآخذهم حتى أن اماما حافظا ذكيا مثل ابن حزم يحتج بنفس مقالة الكناني و المريسي و ينسبها لأهل السنة .. و هذا يقوي ظن الامامان لذهبي و ابن حجر في ابي ابكر الدعاء الأصم و اتهامه بالوضع في الكتاب فقد توفي في بداية انتشار المذهب الكلابي في أوائل القرن الرابع ففيه عاودت البدع كرتها و اشتعلت الفتن و بدأ الخلط في فهم أقوال السلف و مذاهبهم يظهر ذلك جليا في كائنة الطبري مع الحنابلة و فتنة امام الأئمة ابن خزيمة و غيرهم ... و لهذا اظن ان وجه اتهام الامام الذهبي للأصم بوضع الكتاب او الزيادة فيه -كما يذهب اليه أيضا محقق الكتاب جميل صليبا-انما هو لهذا الأمر في الدرجة الأولى-و ليس فقط لما ذكره الحافظ - لمعرفة الامام الذهبي التامة بما كانت عليه مذاهب السلف من الوضوح في القرون الأولى و باستحالة أن يظهر أحد قولا منكرا و لا ينقل انكار عليه ...

و الله أعلم بالحال و المآل

يا أخي - سدد الله خطاك،

اقرأ الكتاب لتعرف أن بشرا كان أنكر أن لله علما، وكسر الكناني قوله ذلك بنص التنزيل.

ثم طلب بشر تكييف علم الله، فأمسك الكناني رحمه الله عن ذلك لأمر الله ورفضا لأمر الشيطان.

وأما قضية السمع والبصر، فهذا مجرد سؤال من المأمون لامتحانه هل هو من المشبه - بزعم المأمون - أو لا.

فتأمل ولا تستعجل. . . وفقك الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير