تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة. العلامة ابن عثيمين.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:00 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، أما بعد:

فهذه فوائد جليلة، اقتنصتها من " شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين، جعل الله تعالى شآبيب الرحمة والرضوان عليه، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين، وحسن أولئك رفيقا، انتخبتها من هذا الشرح العظيم، خلال تدريسها و توضيحها لبعض الإخوة، بعد صلاة الفجر من كل يوم، فأردت أن أتحف بها إخواني، راجيا الله تعالى أن يكتب لي بها الأجر، وأن يدخرها لي سبحانه وتعالى، في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وقد كتبتها على هيأة فوائد متسلسلة، أعنون لكل فائدة بما يدل عليها، ويلخصها.

وإلى المقصود والله المستعان:

الفائدة 1:

إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.

قال - رحمه الله تعالى -:

[الدليل على علو الله تعالى بذاته بالإجماع:

أن الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين كلهم مقرون بأن الله تعالى فوق كل شيء بذاته، والدليل على إجماعهم من وجه خفي

، وينبغي لطالب العلم أن يعلمه لما فيه من الفائدة:

يقال مثلا: نصوص الكتاب والسنة دالة على العلو بالذات، ولم يرد عن الصحابة الكرام قول واحد فسر هذه الأدلة بخلاف ظاهرها، إذاً هم مجمعون على مدلولها، ولهذا إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.

وهذا المسلك لإثبات الإجماع قد يخفى على كثير من الناس.].

الفائدة 2:

مناظرة الشيخ لطائفة من الحلولية:

قال – رحمه الله تعالى -:

[اجتمعت في أناس من الذين يقولون – والعياذ بالله -: إن الله بذاته في كل مكان، وكان ذلك يوم النحر بمنى، فقلت لهم: أمس كنتم في عرفة؟ قالوا: نعم.

فقلت: كيف كنتم تدعون الله؟ تقولون: يا رب وأيديكم إلى الأرض، أم إلى اليمين، أم إلى اليسار؟!!

فقالوا: إنما نرفع أيدينا إلى السماء، لأن السماء قبلة الداعي!!، - انظر الشيطان كم لبس-.

سبحان الله، أنت عندما تستقبل القبلة، وأنت تدعو تكون قبلتك القبلة، وليست السماء، ولكنك ترفع يديك للمدعو لا شك].

الفائدة 3:

أقسام سمع الله – جل جلاله وتقدست أسماؤه-:

قال – رحمه الله تعالى -:

[قوله تعالى: {وهو السميع البصير}، السميع من أسماء الله تعالى، وقسّمه العلماء إلى قسمين:

1 - سمع إجابة. 2 - سمع إدراك.

سمع الإجابة قال تعالى: {إن ربي لسميع الدعاء}، فمعنى لسميع هنا أي: لمجيب، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء، وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوى، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل، ومنه أيضا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، يعني: استجاب الله لمن حمده.

2 - أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 - تارة يكون للتأييد. 2 - تارة يكون للتهديد.

3 - تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل.

1 - أما الإدراك الذي يكون للتأييد: كقوله تعالى لموسى وهارون: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله يسمعهما، ويراهما، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك.

2 - الإدراك الذي يكون للتهديد: كقول الله عز وجل: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء}.، فهذا للتهديد، بدليل قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}.

ومثل قوله تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، هذا أيضا للتهديد، لقوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير