[هل تثبت صفة الساق لله تعالى بقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)؟]
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:30 ص]ـ
أقوال المفسرين في قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)
قَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة يَوْم كَرْب وَشِدَّة رَوَاهُ اِبْن جَرِير ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا مِهْرَان عَنْ سُفْيَان عَنْ الْمُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ اِبْن مَسْعُود أَوْ اِبْن عَبَّاس - الشَّكّ مِنْ اِبْن جَرِير" يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ عَنْ أَمْر عَظِيم كَقَوْلِ الشَّاعِر شَالَتْ الْحَرْب عَنْ سَاق. وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد" يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ شِدَّة الْأَمْر وَقَالَ اِبْن عَبَّاس هِيَ أَشَدّ سَاعَة تَكُون فِي يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ اِبْن جَرِير عَنْ مُجَاهِد " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ شِدَّة الْأَمْر وَجِدّه. وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " هُوَ الْأَمْر الشَّدِيد الْفَظِيع مِنْ الْهَوْل يَوْم الْقِيَامَة (تسير ابن كثير)
الروايات التي وردت في تأويل الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما تدل على أن معنى (الساق) في الآية هو الشدة والبأس , وإذا عرف السبب بطل العجب إذ أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأ (يوم تكشف عن ساق) أي القيامة تكشف عن شدتها وبأسها ففي القرطبي (وَقَرَأَ " اِبْن عَبَّاس " يَوْم تَكْشِف عَنْ سَاق " بِتَاءِ مُسَمَّى الْفَاعِل ; أَيْ تَكْشِف الشِّدَّة أَوْ الْقِيَامَة. عَنْ سَاقهَا ; كَقَوْلِهِمْ: شَمَّرَتْ الْحَرْب عَنْ سَاقهَا. قَالَ الشَّاعِر: فَتَى الْحَرْب إِنْ عَضَّتْ بِهِ الْحَرْب عَضَّهَا وَإِنْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقهَا الْحَرْب شَمَّرَا وَقَالَ الرَّاجِز: قَدْ كَشَفَتْ عَنْ سَاقهَا فَشُدُّوا وَجَدَّتْ الْحَرْب بِكُمْ فَجِدُّوا.أ.هـ
وفي تفسير الطبري حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْمُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنِ ابْن عَبَّاس {يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق} قَالَ: عَنْ أَمْر عَظِيم كَقَوْلِ الشَّاعِر: وَقَامَتِ الْحَرْب بِنَا عَلَى سَاق - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم {يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق} وَلَا يَبْقَى مُؤْمِن إِلَّا سَجَدَ , وَيَقْسُو ظَهْر الْكَافِر فَيَكُون عَظْمًا وَاحِدًا. وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: يُكْشَف عَنْ أَمْر عَظِيم , أَلَا تَسْمَع الْعَرَب تَقُول: وَقَامَتِ الْحَرْب بِنَا عَلَى سَاق
وفيه أيضا رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه تخالف تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن طَلْحَة الْيَرْبُوعِيّ , قَالَ: ثنا شَرِيك , عَنْ الْأَعْمَش , عَنِ الْمِنْهَال بْن عَمْرو , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْم الْقِيَامَة: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ , ثُمَّ صَوَّرَكُمْ , ثُمَّ رَزَقَكُمْ , ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ غَيْره أَنْ يُوَلِّي كُلّ عَبْد مِنْكُمْ مَا تَوَلَّى , فَيَقُولُونَ: بَلَى , قَالَ: فَيُمَثَّل لِكُلِّ قَوْم آلِهَتهمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا , فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدهُمْ النَّار , وَيَبْقَى أَهْل الدَّعْوَة , فَيَقُول بَعْضهمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ , ذَهَبَ النَّاس؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِر أَنْ يُنَادَى بِنَا , فَيَجِيء إِلَيْهِمْ فِي صُورَة , قَالَ: فَذُكِرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّه , فَيَكْشِف عَمَّا شَاءَ اللَّه أَنْ يَكْشِف قَالَ: فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا إِلَّا الْمُنَافِقِينَ , فَإِنَّهُ يَصِير فَقَار أَصْلَابهمْ عَظْمًا وَاحِدًا مِثْل صَيَاصِي الْبَقَر , فَيُقَال لَهُمْ: ارْفَعُوا رُءُوسكُمْ إِلَى نُوركُمْ " ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّة فِيهَا طُول.
قال سعيد بن جبير: "يوم يكشف عن ساق" عن شدة الأمر.
¥