"كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ" متفق عليه.
* ولحديث أبي مالك الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ" أخرجه مسلم.
* ولحديث أبي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي [مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ".
أخرجه أحمد والترمذي -واللفظ والزيادة له- وأبو داود؛ وقال الترمذي "هذا حديث حسن صحيح" وأقره البغوي في "شرح السنة"، والنووي في "رياض الصالحين"، والعراقي في "تخريج الإحياء"، والحافظ في "بلوغ المرام" و"الفتح" (10/ 458)، وقال في (13/ 539): "صححه ابن حبان"، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2/ 563). قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 502/تركي): "فيه دلالة على أن العمل نفسه يوزن، وذلك بأن العمل نفسه -وإن كان عرضًا قد قام بالفاعل- يحيله الله تعالى يوم القيامة؛ فيجعله ذاتًا توضع في الميزان"اهـ بتصرف.
* وللحديث الذي يُرْوَى! عن جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات ... الحديث"
ولكنه "ضعيف منكر". وهذا الحديث أذكره للفائدة فقط
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 313) من طريق عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعًا به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أبي الشيخ وابن مردويه الاعراف 44، وفيه عباد بن كثير الثقفى البصرى؛ قال البخارى: "تركوه"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الدارقطني: "ضعيف"، وقال العجلى –على تساهله! -: "ضعيف متروك الحديث". والحديث أورد الشيخ الألباني في "الضعيفة" (13/ 66) -مختصرًا دون محل الشاهد- من رواية ابن مردويه بإسناده نقلاً عن "تفسير ابن كثير" (2/ 216)؛ وحكم عليه بأنه: "منكر". قال الحافظ في "الفتح": "أخرجه خيثمة في (فوائده)، وعند ابن المبارك في (الزهد) عن ابن مسعود نحوه موقوفا"اهـ؛ ولم أقف على ما ذكر.
هذا كل ما لدي في الميزان؛ أما عن إثبات اللسان له؛ فلم أقف في ذلك على أثر صحيح سوى ما تفضلتم به علينا؛ فلا مزيد على ما ذكرتم، وهو محل بحث إن شاء الله تعالى.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتبه
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه
?? مناشدة لأصحاب الملتقى -أو كل من لديه علم-:
أرجو منكم أن يساعدني أحد في تغيير معرفي من « goldenalaa» إلى «أبو رقية الذهبي»؛ فلقد حاولت ذلك مرارً من لوحة التحكم؛ فلم أفلح!، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 07:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وأثبت لسان الميزان أيضًا: البربهاري في شرح السنة، وشيخ الإسلام في الواسطية، وابن القيم في النونية.
هذا بخلاف الأثرين، وقول ابن قدامة كما ذكر الإخوة.
ومشاركة الشيخ أبي عبد الرحمن السعدي في شرح معنى اللسان تستحق التأمل، فإنها تقتضي إثبات اللسان بلا مثنوية.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - 07 - 09, 11:28 م]ـ
الاثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنه ضعيف, لانه من رواية الكلبي عن أبي صالح, رواه البيهقي في شعب الايمان, (4/ 447) -طبعة الرشد- المصورة عن الدار السلفية المحققة, الثامن من شعب الايمان- باب حشر الناس بعد ما يبعثون من قبورهم, وقد ضعف الاثر كذلك محقق الكتاب.
وينظر في الدر المنثور للسيوطي , تفسير سورة الاعراف-الاية (8 - 9).
# هذه الفائدة للاخوة السلفيين خاصة!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:22 م]ـ
3. صفة الميزان عند السلف:
أجمع السلف على أن الميزان حقيقي له لسان وكفتان. قال ابن عباس: توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان () و قال البغوي: ((أراد به وزن الأعمال بالميزان، وذاك أن الله تعالى ينصب ميزاناً له لسان وكفتان، كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب)) () وقال البيضاوي: ((الأعمال توزن بميزان له لسان وكفتان ينظر إليه الخلائق، إظهاراً للمعدلة وقطعاً للمعذرة، كما يسألهم عن أعمالهم فتعترف بها ألسنتهم، وتشهد بها جوارحهم)) (). ولقد ورد عن الحسن (): ((هو ميزان له كفتان ولسان)) ()
ونقل الإمام الطحاوي ما يؤكد هذا الكلام فقال ((وثبت أن الميزان له كفتان والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات)) () وذكر في شرح قصيدة ابن القيم ((فتوزن الأعمال بميزان له كفتان ولسان، وليس ذلك أمراً معنوياً، بل هو محسوس. والله أعلم)) (). ومما يؤكد ما سبق قول الإمام الأشعري في معرض كلامه عن معتقد أهل الحق من أهل السنة: ((قال أهل الحق: له لسان وكفتان، توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفى الأخرى السيئات، فمن رجحت حسناته دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته دخل النار، ومن تساوت حسناته وسيئاته تفضل الله عليه فأدخله الجنة)) (). ولقد ورد عن السلف في تفسير قوله تعالى (گ گ ? ? ? ?) () وقال مجاهد () وغيره في قوله (گ گ) يريد لسان الميزان ().
¥