[ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية: لكن هذه الصفات لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد]
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
قال فى مجموع الفتاوى2 - 120لكن هذه الصفات لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد ومشيئته بخلاف افعاله الاختيارية فنه خلقها بتوسط خلقه لمشيئة العبد وقدرته كما خلق غير ذلك من المسببات بواسطة اسباب اخر.
ارجو التوضيح
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:06 م]ـ
يوضحه ما سبقه من قوله: (فأفعال العباد هى كغيرها من المحدثات مخلوقة مفعولة لله كما أن نفس العبد وسائرصفاته مخلوقة مفعولة لله وليس ذلك نفس خلقه وفعله بل هى مخلوقة ومفعولة وهذه الأفعال هى فعل العبد القائم به ليست قائمة بالله ولا يتصف بها فإنه لا يتصف بمخلوقاته ومفعولاته)
ومعنى ما سألت عنه: أن صفات العبد ليست بمشيئة العبد نفسه واختياره، وأما أفعاله الاختيارية فإن الله تعالى -مع أنه خالقها- قد أعطاه مشيئة واختياراً؛ فلا يجوز أن يحتج بأن الله شاء ذلك منه وأنه لا اختيار له في ذلك الفعل الاختياري. والله أعلم.
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:58 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ولكن ما المقصود بالضبط بصفات العبد؟ أهى الصفات الشكلية ام السلوكية؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ أبي يوسف فقد أحسن
أخي الكريم أبو الزهراء وفقني الله وإياك
هذا الكلام من شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ كان في معرض الرد على كلام ابن عربي في قوله بوحدة الوجود وأن الوجود واحد وأن الوجود الواجب هو عين الوجود الممكن وأن ما يصدر عن المخلوق هو عين ما يصدر عن الخالق وبالتالي فالخالق آمر مأمور وناه منهي.
فبين ابن تيمية _ رحمه الله _ أن هذه الأعيان والذوات من المخلوقات تتصف بصفات والله تعالى خالق الذوات وصفاتها وبين أن هذا الاعتقاد الذي قال به ابن عربي مخالف للعقل والفطرة والمنقول فالكل متفق من أهل السنة والقدرية على أن العبد هو المكلف وهو المأمور المنهي ويحمد ويذم على أفعاله الاختيارية التي تتعلق بمشيئته وقدرته.
ثم بين وجه الخطأ في هذه المسألة وأنه مبني على أنهم لا يفرقون بين فعل الله ومفعوله أي أنهم لا يفرقون بين خلق الله الذي هو فعله وبين مخلوقاته التي يدخل فيها ذوات المخلوقات وصفاتهم بأنواعها الاختيارية وغير الاختيارية وهي ليست فعل الله وإنما مفعوله ولذا فهي قائمة بالعبد وليست قائمة بالله عز وجل وإنما يقوم به صفاته وأفعاله كالخلق والرزق والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وغيرها.
ثم بين أن ما خلقه الله في العبد من صفات نوعان:
النوع الأول: صفات لا علاقة لمشيئة العبد واختياره فيها كالطول والقصر والبياض والسواد وغير ذلك من الصفات فهذه هي المرادة بقوله: (لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد ومشيئته) وبالتالي فهي ليست محلاً للمدح والذم.
النوع الثاني: صفات تتعلق بمشيئة العبد واختياره كأفعاله من قيام وقعود وصلاة وصيام وحج وقتل وزنا ونحو ذلك وهذه خلقها الله وجعل مشيئة العبد واختياره سبباً لوجودها كما جعل كثيراً من الأشياء أسباباً لمسبباتها وبالتالي فالعبد هنا يحمد ويذم على هذه الأفعال؛ لأن مشئيته واختياره كانت سبباً لوجود هذه الأفعال.
والله أعلم