تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسائل في المجاز (3) والعرب تعرف: ((اللسان)) ولا تعرف: ((اللغة))]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 08:58 م]ـ

قال أبو بكر الجصاص في كتابه: ((الفصول في الأصول)): ((وقال الله تعالى: {بلسان عربي مبين} يعني بلغة؛ لأن اللغة بالِّلسان تظهر)) انتهى بلفظه.

قلت: وكل ذلك لم يكن بل خطأ على العربية هو ....

والعرب يقولون: لسان القوم، ولسان العرب، ولسان عربي، ولا يقولون: لغة القوم، ولا لغة العرب، ولا لغة عربية، وليس ذلك من كلامهم.

وقول من قال: ((اللغة)) = خطأ على العرب كله وإنما هو من كلام المتكلمين والناقلين لكتب الفلاسفة .... فما كانت العرب تسميه لساناً صار أولئك المتكلمون يسمونه: لغة .. ثم كثر لفظ اللغة في كلام الخاصة والعامة ... وهو لسان محدث مولد، وليس بلسان العرب الذي نزل القرآن به ...

فأبو بكر الجصاص المعتزلي ... استبدل بلفظ محدث مولد اللفظ العربي وهو اللسان ....

ثم زعم أن اللفظ الذي لم تكن العرب تعرفه ولا تتكلم به (اللغة) هو الحقيقة، وهو أصل الوضع، وأن اللفظ العربي الذي كانت العرب تتكلم به (اللسان) هو المجاز المنقول إلى غير ما وضع له (!!!)

والعرب يقولون اللسان يعنون به ذلك اللحم الذي في الفم،ويقولون اللسان يعنون به كلام كل قوم الذي يعقلونه ويتكلمون به، ولا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً، ولا سبيل إلى العلم به.

ولا يذكر لفظ اللسان في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراده به ...

فقول الجصاص وغيره إن لفظ اللسان وضع في أصل اللغة لذلك اللحم الذي في الفم وهو حقيقة في ذلك اللحم مجاز في غيره، وه يدل على ذلك اللحم من غير قرينة ولايدل على الكلام الذي يُنطق به إلا بقرينة كل ذلك زعم باطل لا حجة لهم به

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير