ونصيحتي للأخ المستفسر هي كالتالي: اعلم أن المواضيع المقترحة من "الغير"، غالبا ما يبوء المتصدي لها بالفشل أو التقصير. اللهم إلا إذا كان المقترِح أستاذا مشرف، قد خبر الباحث، وعلِم ميوله العلمية، وسبر مداركه العقلية. وذلك أن البحث الأكاديمي ينبغي أن يكون تتمة للمسار العلمي الذي سلكه الباحث من قبل، أو محطة منه. فهو بذرة وليدة اختمار طويل، لا بذرة مستوردة تملى عليه إملاءً، وإن كان ذلك على شكل نصيحة أو اقتراح. فيا أخي الكريم: استمع إلى ذاتك، واستبطن خفاياها المعرفية، وسيوفقك الله بإذنه إلى الخير النافع.
وأشير أيضا إلى أن العقيدة لا تنحصر في مسألة الصفات فقط، أو في عقيدة السلف فحسب، بل هي مجال واسع، مباحثه متشابكة، ومسائله خصبة وثرية، لمن تفرغ لدراستها حق التفرغ، وأمعن النظر في مصادرها ومباحثها.
كذلك: إذا كان لا بد لنا من مساعدتك في هذا المجال، أرجو أن تقوم أوَّلا بمساعدتنا، وذلك بأن تبذل جهدا (ولو قليلا) في هذا الاتجاه. ولكي أكون أكثر وضوحا: اعرض علينا جملة من المواضيع التي قد تكون جالت بخاطرك، وبعدها نساهم بما سيفتح الله علينا من نصائح وتوجيهات. أو حدد مجالات العقيدة التي تود البحث فيها، لتكون لنا نبراسا ندلك من خلاله على ما نراه حريًّا بالبحث الجامعي. ولا أقول هذا بخلا عليك، ولا ضنا بما أراه مكنونا عنك، ولكن لتشارك منذ البداية في "رحلة البحث عن موضوع". وقد كنت منذ وقت قريب أمازح بعض الإخوان من الباحثين الجامعيين قائلا: "هناك طلبة في حاجة إلى مواضيع، لكن هناك مواضيع تحتاج إلى طلبة"، أي: طلبة يستحقون فعلا تناول تلك المواضيع ودراستها بما يليق بها ..
وفي البال جملة من المواضيع، لكن ننتظر منك قليلا من الجهد، لتتضح الرؤية، فتسلك الطريق المنشود، ونشترك معك في الأجر والثواب بإذن الله تعالى.
ونصيحتي الأخيرة: فارِق الكسل مفارقتك لليأس. واستنطق ذاتك، تجد الجواب. واقرأ بتأن نصائح المخلصين، لكن تذكَّر أنها غير مُلْزِمة. والتزم التجرُّد، تُكْس بلباس العارفين. وضع رِجلك على الطريق، تصل إلى الغاية. واعلم أن النهايات رهائن البدايات. وحقِّق مقام البحث، ليتجلّى عليك كشف المحققين. واعلم أن عروس العلم كعروس الشعر، لا تزور إلا من غازلها وكابد الليالي في مطاردتها. وتذكر قوله تعالى: (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقوله: (قل كُلٌّ يعمل على شاكلته). والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[10 - 01 - 08, 04:32 م]ـ
ما شاء الله ... بارك الله فيك ..
نِعم ما قلت من نصائح وتوجيهات - وإن كنت أختلف معك في بعض ما كتبت -.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 01 - 08, 04:44 م]ـ
((نقد الطرق الكلامية والفلسفة في الآلهيات))
((عقيدة الأئمة خلال القرون المفضلة - القرون الثلاثة))
((كلام وموقف الإمام أحمد ضد خصومه من أهل الكلام والبدع))
((المقارنة بين المعتزلة و الأشعرية)) ويمكن تخصيص المقارنة في مسألة خلق القرآن مثلا
وعساك على القوة ..
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 01 - 08, 05:43 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا, وجزا الأخ الجهشياري على نصيحته الرائعة.
في الحقيقة أنا ميولي في البحث في العقيدة ولاأميل أبدا في البحث في الفرق والأديان والمذاهب المعاصرة ومنذ فترة بعيدة خطر على بالي أن أبحث في أثر وسائل الإعلام على عقيدة المجتمع المسلم لكن أشارت علي رئيسة قسمي بأن الموضوع طويل جدا ومتعب وقد لايكفيه الوقت المحدد للماحستير فقصرت همتي في البحث فيه وأشار إلي أحد دكاترتي بأن البحث في العقيدة السلفية قد استوى فصرفت همتي إلى الفرق على كره مني لأنه كما قيل (إذا لم تجد ماتحب فأحب ماتجد) وقد أشار إلي أحد الدكاترة بالبحث في الأذكار عند الصوفية عرض ونقد وحينما ذكرته لأحد الدكاترة قال الموضوع طويل جدا ويصعب عليك البحث فيه لوحدك وطرح علي موضوعا وهو (المسائل العقدية الواردة في حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه حينما سألت عنه أحد أعضاء مجلس القسم أخبرني بأن الجامعة لاتقبل مثل هذه الموضوعات وهكذا أنا وصاحباتي بين مد وجزر ولاندري متى يستقر بنا البحر والله حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:40 م]ـ
البحوث كثيرة جدا ً لكن تحتاج إلى ما يلي:
ـ توجه القسم الذي يدرس به الطالب، فكل جامعة لها طريقتها، فبعض الجامعات لا يسجل فيها الطالب إلا بعد مائة شعرة بيضاء في الرأس ومائة أخرى مفرقة في الوجه واليدين ... وبعض الجامعات تقبل الموضوعات بكل سهولة ومرونة.
ـ لا بد أن يحدد الطالب موضوعا ً معينا ً ثم يكون مثل ا لفارس يطارده حتى يظفر به، لا أن يفكر في عشر موضوعات ثم لا يظفر بشيء منها، يحدد الطالب موضوعا ً ثم ينظر الموضوعات التي بحثت فيه ثم يقرأ عن الموضوع بتوسع ثم يقارن بين المخططات التي بحثت عن الموضوع وما وجده من مسائل ثم يقيد الفوارق ويضع خطة فيها زيادات، بل يضع خطة تبحث الموضوع من جانب لم يُطرق من الباحثين الذين سبقوه.
ـ بعض الطلاب عندما يقدم الموضوع يسحر أعضاء المجالس العلمية فتجده يعرض الموضوع عرضا ً بارعا ً من حيث أسباب اختيار الموضوع وأهميته، ومن حيث نقد الدراسات السابقة نقدا ً عميقا ً (مع الأدب) ثم وضع خطة تفوق في الحسن على خطة (خارطة الطريق) [ابتسامه] وهكذا ... وهذا الأسلوب مجرب، وبعض الطلاب يضع مخططا ً يشوه به الموضوع مع حسنه، فعلى الطالب أن يتريث قبل تقديم الموضوع للكلية حتى لا يرد موضوعه بالكلية.
ولا أنجع من الدعاء فهو سلاح المؤمن.
¥