تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقيقة التوكل على الله]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[11 - 01 - 08, 06:24 ص]ـ

التوكل على الله: الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة. ولا يتحقق التوكل على الله إلا بأربعة شروط:

الشرط الأول: تقييد التوكل وحصره في الله تعالى، وفي هذا قال عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1). وقال تعالى: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(2). وهذا الحصر ينفي أي توكل على غير الله؛ فمن توكل على غيره في أي أمر من أمور الدنيا والآخرة فليس هذا بمتوكل على الله بل قد يقع في الشرك الأكبر، أو الأصغر حسب طبيعة فعله.

الشرط الثاني: الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته. وفي هذا قال عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على" ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(3). وقال تعالى على لسان نبيه شعيب: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(4).

الشرط الثالث: اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته، واتجه إلى الله بقلبه. وفي هذا قال الله عزوجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF ومن يتوكل على الله فهو حسبه http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF (1). وقال: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF أليس الله بكاف عبده http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(2).

الشرط الرابع: عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته، وفي هذا قال الله عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(3).

فاقتضى هذا أن التوكل على الله شرط من شروط الإيمان، وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. أما كتابه فقوله جل ثناؤه: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF وعلى الله فليتوكل المؤمنون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF (4). وقوله عز من قائل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى" ربهم يتوكلون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(5). إلى قوله: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF (6). وقوله تقدست أسماؤه: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1). http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(2).

وأما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وثناؤه على المتوكلين، فما رواه عبدالله ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أُرِيتُ الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم فقيل لي أرضيت؟ قلت: نعم قيل إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب)، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون) الحديث (3). وما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) (4). وما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير